مقالات

موقف وقرار .. نقطة ومن أول السطر 

بقلم : دينا حسن محمود

 

الكل يمر بفترة أو مرحلة أو أعوام فى حياته قد يحتاج فيها أو بعدها إلى أن يضع نقطة ومن أول السطر … هي فجوة أو نتاج تأثير جارح أو عرض خارجي قد لا تدخل بها إرادتك الشخصية أو ….حرفيا من صنع إرادتك.

سوف تحمل فيها على كاهلك مشاعر ليست دارجة على أوراق ….سعادة زائفة أو جرح أو صبر .. أو فراق أو تحول كامل سواء فى الشخصية.. الطباع.. أو الانفعالات.. لذلك لن تخلو من قرار ..

نقطة ومن أول السطر.

وحدة ليست للوصف!

هذه لا تأتي في مرحلة مبكرة من العمر … تأتي بعد أن تكون أدركت قيمة الوحدة … وأصبح الغائب له السلام لا ينقص وجوده شيء… والحاضر له الاحترام…. فيها لن تكون مضطر إلى إعطاء أي مبرر لماذا قل من حولك ؟! لأنك قررت أن تكون الوحدة

نقطة ومن أول السطر…. لإعادة ترتيب الأشخاص في حياتك على قدر من أعطى…. وقدر من أخذ وخذل.

وهنا نتذكر مقولة الدكتور أحمد خالد توفيق

كنت أظن أن الذي يحبني سيحبني حتى وأنا غارق في ظلمتي… حتى وأنا ممتلئ بالندوب النفسية.. حتى وأنا عاجز عن حب نفسي… سيحبني رغماً عن هذا ولكن لا… لا أحد يخاطر ويدخل يده فى جب بئر… كلهم يريدوننا بنسختنا السعيدة.

موقف وقرار

البكاء نتاج موقف …. السعادة قرار … يعني عدم الاستسلام.

الإهانة نتاج موقف… الصبر قرار …. يعني الحقائق تتضح مع الوقت.

التحدث نتاج موقف… الصمت قرار …. يعني ليس كل ما يقال يستحق الرد.

القسوة نتاج موقف …. تعلم الرحمة قرار …. يعنى أن القلب لم يفقد اللين رغم قسوة الأيام.

النضج نتاج مواقف …. تعلم التسامح قرار …. يعني أن الإنسان كبر بما يكفي…. وأصبح لا يقف عند زلات الآخرين.

موقف وقرار معادلة صعبة قائمة على الاختيار … وإن اختلف القرار فيها… إلا أنها جميعا تجمعت تحت قرار واحد ..

نقطة ومن أول السطر ..

وهنا صدق المتنبي حينما قال ؛-

كا الخيل يمنعنا الشموخ شكاية… وتئن من خلف الضلوع جروح

تقبل الهزيمة … انتصار

في بعض المعارك الحربية قديما كان القائد يفرض على جيشه الانسحاب من المعركة دون أن يوضح السبب …. هو يرى ما لا يمكن أن يقال … يعرف جيداً أن ساحة الحرب لن تحقق الانتصار المنشود …. الانسحاب أفضل وإن كان مردود الانتصار متأخر.

وهكذا الحياة تجبرك لأجل النجاح …. وحتى إن كان غير مرئي على الانسحاب لوقت غير معلوم دون شرح …وهنا ليس كل ما تفكر به يمكن أن يقدم بالورقة والقلم …. الفهم خاص بصاحب المعركة ….إلى أن يصل إلى الانتصار.

وبعد الانتصار يتضح القرار نقطة ومن أول السطر وها هي بداية جديدة….

حقيقة مبهمة!

يعتقد البعض أن البدايات الجديدة هي التي يستطيع الإنسان صنعها بعد معاناة واختيار …. فقط ولكن..

كل يوم يفيق فيه الإنسان من نومه وتدب في جسده الروح مرة أخرى هي فرصة جديدة للحياة… هي سطر جديد يكتب علية هدف أو أمنية أو غاية … معنى بسيط أعطاه الله لنا للأمل يمكن أن يلخص في..

أذا انتهت رحلتك في هذه الدنيا …. لن تفيق من نومك لغد.

يقول الكاتب الكبير نجيب محفوظ

نحن لا نموت حينما تفرقنا الروح وحسب… نموت قبل ذلك حين تتشابه أيامنا ونتوقف عن التغيير … حين لا يزاد شيء غير أعمارنا وأوزاننا.

Visits: 78

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة