فن

مسلسل “الصفارة” يناقش فلسفة عبثية الحياة

كتب: يوسف ياسر

 

يعرض في السباق الرمضاني لعام ٢٠٢٣ مسلسل “الصفارة” من بطولة الفنان الكوميدي أحمد أمين، ويعاونه كل من طه دسوقي وحاتم صلاح، وفي دور البطولة النسائية الفنانة أية سماحة.

ويناقش المسلسل سؤالا لطالما قد داهمنا وخصوصا في لحظات الهزيمة والفشل، ماذا لو حدث تغير بسيط في الأحداث، فاصبح القدر يدور كما نريد؟.

ماذا سيحدث لو تحالف المستقبل معنا وكانت كل الأحلام ممكنة، هل سنحصل على سعادة؟، وإن استطعنا أن نعود إلى الماضي واتخذنا القرارات الصحيحة في الأوقات المثالية، هل ستكون النتيجة مستقبلا مثاليا مزدهرا؟.

وخلال الأربع الحلقات السابقة قد أتاح لنا مسلسل الصفارة بأن نخوض تجربة للعودة للماضي وأن نقرر نحن مصيرنا كما نريد.

وحدث هذا عندما استطاع “شفيق” أحمد أمين أن يجد صفارة فرعونية يمكنه من خلالها العودة إلى الماضي ثلاث دقائق لكي يغير حدث له في الماضي، انهارت حياته فيما بعد حينما فشل فيه.

وهكذا قرر العودة إلى تلك الثلاث دقائق، لكي يختار تلك المرة النجاح ويحصل على وظيفة أحلامه، ويتزوج الفتاة التي يحبها.

حيث أنه في حياته الحقيقية قد منعه الفشل من كل هذا وتحول إلى بائعا متجولا للقطع الأثرية والتماثيل الفرعونية المقلدة في المناطق السياحية.

وقد انهارت حياته تماما وتزوج صديقه الفتاة التي كان يحبها، وانهارت أحلام اخوه في التعلم خارج مصر.

ونتج عن تغييره الماضي أنه امتلك مجموعة شركات سياحية ضخمة وتزوج الفتاة التي كان يحبها وعاش في قصر فاخر.

هل تلك هي النهاية الجيدة التي كان يريدها؟ هل هنا قد حصل على السعادة؟ هل نجاحه في وظيفته كان سبب سعادته في الحياة؟.

تلك الشركة التي امتلكها تمر بأزمة وهي على وشك الإفلاس، وحياته قد تحولت إلى عمل فقط، وزوجته التي كان يحلم بها قد كرهته بسبب انشغاله عنها بأعماله التي لا تنتهي، حتى تحولوا إلى أغراب تحت سقف واحد.

جسده قد إصابته السمنة نتيجة دواء الاكتئاب الذي يتناوله لمنعه من نوبات الحزن، وعلى الرغم من هذا الجسد الضخم فهو ممنوع من كل الأطعمة “دهون، سكريات، لحوم بيضاء، لحوم حمراء”.

وهنا أكتشف شفيق أن ربما حياته السابقة حياة الفشل كانت أفضل من حياة النجاح.

وهكذا يا سادة يمكننا أن نخوض تجربة “حينما تتحرك الرياح كما تريد سفينتنا”، لكي نجد أن الإيمان بالقدر وبمشيئة الله هو الحل الأمثل لأي مشكلة تواجهنا في حياتنا.

قد نحزن على الفرص الضائعة ونتمنى تغيرها، وتضيع أعمارنا ونحن لا نستطيع تجاوزها كما حدث مع شفيق.

أما إن كان القرار بعد الهزيمة هو الإيمان بأن الله يكتب لنا الخير في كل شيء حتى وإن كان شرا. وتجاوز المحنة والعودة مرة أخرى للحياة، ومواجهتها وبناء خطط جديدة، ستكون النتيجة هي النجاح لا البكاء على الأطلال.

Views: 8

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة