فن

فيلم the whale بوابة هوليوود لعالم الشذوذ الجنسي المظلم

كتب: يوسف ياسر

فيلم the whale” 2022″ هو التجربة الأكثر الواقعية التي يمكنك أن تخوضها لتجربة الاحتضار، لكي تذوق طعم الم النهاية، لكي ينتقل إلى جسدك رعشة الهزيمة واليقين بأنك طوال حياتك لم تفعل شيئا واحدا صالحا.

كما هو التجربة الأكثر صدقا من هوليوود للدخول إلى عالم مواز لم يعد سرا في هذا العصر وهو عالم “الشذوذ الجنسي”.

وخلال هذا المقال سنقوم بنقد فيلم “The Whale” والبحث عن المعنى في كل مشهد من مشاهده العظيمة وهو يعبر عن الانتحار في ليالي الحزن وأخطاء الماضي تظهر على سطح.

تدور أحداث الفيلم حول تشارلي ويقوم بالدور الفنان براندن فريزر وهو مدرس مصاب بسمنة مميتة ويصارع الموت في آخر أيامه ويقرر دعوة ابنته لكي يحاول إصلاح الماضي في الفترة المتبقية.

ونجد أنه قد هجر ابنته منذ عشرة أعوام وهي في عمر ٨ لكي يلاحق قصة حب محرمة مع شاب كان طالبا له ويتركها لوالدتها كي تربيها مع التزامه بدفع تكاليف التي تحتاجها.

ولكن في الأعوام الأخيرة يصاب ذلك الشاب الذي أحبه وترك عائلته من أجله بمرض وسرعان ما يموت.

ليجد تشارلي نفسه وحيدًا ويقرر الهروب من تلك المأساة بالطعام حتى يتحول إلى وحش مقزز مصاب بسمنة وأمراض قلب وضغط تعوقه عن التحرك.

وحينما أدرك أنه يحتضر قرر دعوة بنته لكي يصلح الماضي لكي يجد أنها تحولت إلى وحش لا ظاهريا لكن من داخلها هي شريرة تريد أن تؤذي كل من حولها.

ومن هنا تعود إليه أخطاء الماضي مرارا وتكرارا، كما تتكرر نوباته القلبية التي لا يهدأ إلا حينما يسمع قصة تتحدث عن بحار يحاول أن يساعد الحيتان، من تأليف ابنته وهي صغيرة.

وتجاوزا لوصف أكثر للأحداث سنتحدث عن المعاني، فمن أهم الأفكار التي ناقشها الفيلم بواقعية هي الشذوذ الجنسي وكيف سيتحول العالم إذا استمر هذا المرض فالمجتمعات وما قد يقع تحت مسمى حب، وهو ليس بحب أبدا إنما هو تدمير للأسرة، وهو الطريق الأكثر ضمانا لدمار المجتمع.

فنشاهد خلال أحداث الفيلم كيف تحولت أسرة هادئة من أب وأم وفتاة صغيرة موهبة في الكتابة إلى أب مريض يبحث عن شاب ويقرر الانتحار من أجله وام لا توقف استخدام المهدئات وشرب الكحوليات.

وفتاة مراهقة لا تستطيع تجاوز المرحلة الثانوية تدخن الحشيش وتحاول أن تؤذى كل من حولها حتى معلمينها في المدرسة فهي تحطم سيارتهم، وتشارك صور الأشخاص من حولها على مواقع تواصل مريبة تحت عبارات قاسية.

هكذا هو الشذوذ يا سادة، هكذا تدمر الأسرة والمجتمع، هكذا يا سادة كانت الفتاة تقول لقد تركتني لكي تلاحق شابا، وجاءت الأيام الاخيرة من حياة بطلنا تشارلي المحتضر وهو على كامل الاقتناع انه لم يفعل شيئا واحدا صحيحا في حياته.

ويمكنك أن تسمع صوت بكاء بطلنا وهو يتلعثم وصوت أنفاسه المتقطعة وتلك الصفارة التي تقاطعه وهو يتحدث وتشعر بها في نوباته القلبية.

ستعود إلى أهم مبادئ الحياة من وجهة نظري وهي التعاطف مع كل البشر حتى المخطئين، فقد أصابه شذوذ واختار طريق الضلال، ولكنه كان يبحث عن الصدق والحقيقة.

وكان يطلب من طلابه مقالات حقيقية عن أنفسهم المتحطمة، وهذا ربما ما اخذه إلى الطريق الذي اختاره.

ولكنه كان مقززا سواء في شكله وهو سمين أو وهو يتبنى طريق الشذوذ، سنتألم مع أحداث الفيلم بالرغم من سعادتنا بنهايته لأنه استطاع التحرر.

وأخيرا فيلم الحوت هي محاولة صادقة حقيقية للتعبير عن المجتمع الغربي وما قد يواجه نتيجة لانتشار الشذوذ.

وهي تجربة رائعة لمن يبحث عن شعور الاحتضار والموت ففي هذا الفيلم ستتجسد كل أوجاع البطل في أرواحنا، وستأخذنا إلى رحلة طويلة للبحث عن حقيقة الحياة ومعاني ما يحيط بنا.

Views: 487

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة