اخبار

طفل سوري يكسر رهبة كابوس البقاء تحت الأنقاض

بقلم: يوسف ياسر

الآن وقد مر على الزلزال المدمر في سوريا وتركيا 16 يوما.

هل تخيلت نفسك عالقا تحت الأنقاض مصابا في جسدك، لا ترى إلا سواداً لا تستطيع تحديد أيامك في تلك الكارثة فلا ليل ولا نهار هي فقط صوت السكون.

وإن كانت هناك أصوات من حولك فهي أصوات استغاثات وصرخ أشخاص عالقون معك، ولعلهم أهلك فيزداد العذاب أضعافا.

لعلك تخيلك إنك ستكون في حالة انهيار وذعر غير محتمل.

ولكن في الحقيقة لا يحدث هذا فتختلف قواعد المنطق والحياة.

حيث يغير الله عالمك المظلم في أنقاض بيت متهدم إلى عالم آخر عالم تشعر به بنوع من السلام، ولا اقصد هنا عالم مثالي سعيد ولكن عالم فقط تستطيع تحمله رغم شدة الإبتلاء بداخله.

عالم تبحث فيه عن الله وتناديه بكل ما تملك من مشاعر.

ففي تلك لحظات يتحول الإنسان إلى كائن جديد كائن لا يخاف من الموت بل يتمناه ويفقد الجوع والعطش معناهم والحياة بأكملها، وقد يتحول يوم تحت الأنقاض في أذهان العالقين إلى بضع ساعات.

فمن يصدق أن هناك أطفالا قد تبقي في الظلام تحت الأنقاض لعدة أيام دون أن يصرخوا حتى الموت أو علي الأقل الانهيار والجنون.

ولكن ماذا يحدث بالداخل في الظلام؟
ولما الهدوء؟

وقد قدمت الأيام السابقة لنا العديد من ردود الفعل غير المتوقعة كطفل يضحك بعد الخروج من الأنقاض ويداعب رجال الإنقاذ.

وسيدة ترفض الخروج دون ارتداء حجاب هل يعني الحجاب شيئا في تلك لحظات؟
هل لأي شيء معنى إلا الحرية والضوء والطعام والشراب؟

هنا ينسي الأشخاص رغباتهم الدنيوية الحيوانية ويرتقون إلى بشر إلى أرواح تعي المعاني الحقيقية للحياة لا لذة المؤقتة.

ولعل الأيام السابقة أثبتت لنا أن الحياة التي قد تكون في أسوء كوابيسنا ربما ليست إلا فترة لهدوء فترة تفقد فيها الحياة هيبتها.

وتتحول إلى فترة الاستكشاف لذة جديدة وهي لذة الموت.

ولا عجب من كل هذا فالله الواحد القهار كما ضرب على آذان أصحاب الكهف يضرب على قلوب كل من ينادي برحمته فتتحول الكارثة غير المحتملة إلى ابتلاء شديد، ولكنه يحتمل مهما كانت النتيجة سواء بالإنقاذ أو الموت تحت الأنقاض.

Visits: 1

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة