اخبار

في خطوة لتعزيز التقارب.. سوريا والصين تتفقان على إقامة علاقات شراكة إستراتيجية بين البلدين

عمار ابراهيم

أصدرت الجمهورية العربية السورية وجمهورية الصين الشعبية بياناً مشتركاً، نص بشكل واضح وصريح على إقامة علاقات شراكة إستراتيجية بين البلدين.

وجاء إصدار البيان بعد لقاء القمة بين الرئيس بشار الأسد والرئيس شي جين بينغ في مدينة “خانجو” الصينية.

وجاء في البيان أن الجانبين تبادلا الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر.

ويلتزم الجانب السوري بمبدأ الصين الواحدة، ويعترف بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ويدعم جهود الصين للحفاظ على سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها.

وعلى المقلب الآخر، يدعم الجانب الصيني بثبات الجهود السورية للحفاظ على استقلال البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها، ويدعم الشعب السوري لسلك الطريق التنموي الذي يتماشى مع الظروف الوطنية، ويدعم السياسات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في سبيل الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وتنميتها.

ويرفض الجانب الصيني، وفق البيان، قيام القوى الخارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا والمساس بأمنها واستقرارها، ويرفض الوجود العسكري غير الشرعي في سوريا أو إجراء العمليات العسكرية غير الشرعية فيها، أو نهب ثرواتها الطبيعية بطرق غير شرعية، ويحث الدول المعنية على الرفع الفوري لكافة العقوبات أحادية الجانب وغير الشرعية على سوريا.

وأشار البيان إلى أهمية إقامة هذه العلاقات، مشيراً إلى أنه سيعزز التعاون الودي في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والثقافة والشباب والإعلام وغيرها الجانبان.

وسيواصل الجانب الصيني تقديم ما بوسعه من المساعدات لسوريا، ويدعم الجهود السورية لإعادة الإعمار والانتعاش في التنمية.

وفي هذا السياق، وقعت سوريا والصين، في مدينة خانجو الصينية، ثلاث وثائق للتعاون بين الصين وسوريا، وذلك بحضور رئيسي البلدين بشار الأسدر وشي جين بينغ.

وتضم الوثيقة الأولى اتفاق تعاون اقتصادي، والثانية مذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، أما الثالثة فهي مذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.

وتعود العلاقات بين سوريا والصين إلى نحو ألفي عام، منذ طريق الحرير، حيث كانت سوريا نقطة التقائها مع قوافل أوروبا.

والتطوّر الأهمّ على صعيد العلاقات الاقتصاديّة كان بناء المدينة الصّناعيّة الحرّة في “عدرا” الذي مكّنَ الصين من الوصول إلى أسواق الشرق الأوسط وأوروبا.

وتشمل المدينة نحو 600 معملاً لحوالي مئتي شركة، ومخازن للسلع الصينيّة، يمكن توصيلها في مدّة عشرة أيّام على الأكثر بينما كان يتطلّب وصولها من الصّين 17يوماً.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين سوريا والصين مع نهاية عام 2008 ذروته حيث وصل لحوالي 2.27 مليار دولار ثم انخفض نتيجة آثار الحرب على سوريا.

أما على الصعيد السياسي، فقد كان موقف الصين واضحاً من الحرب على سوريا منذ اندلاعها عام 2011، حيث رفضت التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لسوريا، واستخدمت حق النقض (الفيتو) في وجه المحاولات الغربية لاستهداف سوريا عبر مجلس الأمن.

يشار إلى أن الصين أبقت سفارتها مفتوحة في دمشق، ولم تتوانَ عن تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا خاصّةً في مواجهة جائحة “كوفيد 19” وعند كارثة الزلزال التي مرت بها سوريا في 6 شباط 2023.

يذكر أن الرّئيس الأسد زار الصين مرة وحيدة سابقاً كانت في حزيران 2004، تمّ خلالها في تلك الزيارة توقيع تسع اتفاقيّات في ميادين التّعاون المائي والزراعي والاقتصادي والقروض والصحة والنفط والغاز وتقديم منحة صينية لتدريب الكوادر السورية، في حين قام الرئيس الصيني السابق “هو جينتاو” بزيارة سوريا عام 2001.

Visits: 0

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة