رياضة

فاقد هويتي!

 بقلم: دينا حسن محمود 

في لحظة تمرد على القرية ونداء من المدينة.. تركنا الريف وخير الأرض الشاسعة.. عشم منا في التحضر.. والوظيفة ذات المكتب والراتب… والبدلة بدل الجلباب.. وزحف العمار على الأرض الزراعية.. حتى افتقدنا ملامح التحضر.. أسس القيم والأخلاق وأصالة وخير الريف.. وانتصرت المدينة.. وكان نداء الريف أنا فاقد هويتي!

منذ أن انتهيت من دراستي وأخذت العهد على نفسي بالعمل والأيام تمر وأنا أعمل وأعمل وأحصد النجاح مال وشهرة لا يهمني ما يقوله الآخرون البعض يدعونني بالإنسان الآلي… والبعض بالمتكبر عديم الإحساس حقا أن لا أرى ولا أسمع ..حتى في يوم ما وأنا أقود سيارتي مسرع لحضور اجتماع الشركة بصفتي رئيس مجلس إدارة تنقلب بي السيارة.. وكنت على مشارف الموت لشهر كامل وأخذت فرصة أخرى للحياة لم أندم على إنني كنت مجتهد ولكن أصبت بإحساس الفقد.. عندما تصل إلى ما تتمنى دون محبة وألفة دون مصلحة أو غاية أو دفء أسري..

السعي وراء الأحلام لتصبح حقيقة يختلف عن بناء الحلم فا البناء يشبه التكامل لا التفرد بشيء دون الآخر وأدركت أني حقا فاقد هويتي الإنسانية.

عندما نزلت المرأة إلى ساحة العمل.. لتحقق ذاتها قابلت من استخف بعقلها تارة ومن حاربها تارة وسعى الكثير لإثبات أنها لا شيء.. ولكنها أثبتت العكس وتقلدت المناصب وقالت أنا هنا وهويتي امرأة.

ولكن البعض أصيب بالخلل.. في الحياة الإجتماعية العائلية الأسرية فلم تصبح المرأة هذا الكائن الأنثوي الناعم الحنون .. ولم يصبح الرجل فتى الأحلام والسند ورب الأسرة.. وهنا وبكل وضوح الندية أرسخت أسسها على الهوية الحقيقية للرجل والمرأة.

نتاج اليوم حصاد غد هذا ما يمكن أن تراه في جيل اليوم من الأبناء ما يطلب مجاب.. الهاتف مصدر معلومات .. والدراسة في مدارس أجنبية .. غاب دور الأسرة من مشاركة …صلة رحم … وبذل الجهد في تربية سليمة .. والنتاج هوية أسرية ذات طابع سطحي.

إلى هذه المساحة الشاسعة إلى وطننا العربي إلى الصف الواحد المنتمي ولكن في ذات الوقت… فاقد أم نحن من فقدنا بريق الوحدة والجزور العربية وأرسخ الغرب بصمة على نفوسنا فتغيرنا واختلطت الأعلام وأصبحت الألوان باهتة ومع ذلك أنا عربي وإن كانت هويتي باهتة.

في لحظة يفقد الإنسان هويته في لحظة غرور وضعف وقلة خبرة وعادات مكتسبة من مجتمع مختلف .. وفي لحظة يكتشف هويته بعد سعى سنوات .. أو تربية سلمية كانت ذات أساس صلب لم تعبث به رياح التغيير… أو ثبات على موقف يغير قاعدة عريضة..

وهنا تقع الهوية بين أما أن تفقدها أو أن تكتسبها.

يقول أحد المستشرقين:

إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:

أهدم الأسرة.

أهدم التعليم.

أسقط القدوات والمرجعيات.

وهنا يكمن بناء الإنسان … هنا تكمن الهوية.

Views: 7

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة