رياضة

إعادة إحياء الأفكار النازية بفحوصات ما قبل الزواج

بقلم ✍️ يوسف ياسر

لقد تحول المجتمع المصري إلى مجتمع شبه نازي يبحث عن الكمال في البشر.

وبعد تطبيق العديد من التحاليل والفحوصات قبل الزواج للبحث عن بعض الأمراض الوراثية والمعدية هذا يعود بنا بالذاكرة إلى الأفكار النازية.

فتحسين سلالات البشرية كان من أفكار هتلر التي ذكرها في مذكراته “كفاحي”، والتي على اثرها منع زواج أصحاب الإعاقات والأمراض، حتى يستمر جنس اقوي قادر على أن يخدم المانيا.

ولم تكن فقط أفكار بل نفذت العديد من عمليات الإبادة في برنامج سمي T-4 وما عرف بالقتل الرحيم عن طريق إعدامات في غرف الغاز للبالغين، أما الأطفال والرضع فتم حقنهم بجرعات مميتة من الدواء.

ويصل عدد الأشخاص الذي فقدوا حياتهم في هذا البرنامج 200000 إنسان بين عامي 1940م ل 1945م.

ولكن لماذا يريد المجتمع جنس اقوي لكي يحقق حياة أفضل؟

وهذا يعود لقصر نظر الإنسان ورؤيته الحياة بمنطق المعادلات الحسابية، أي ما يعني زوج سليم جسديا مع زوجة سليمة يساوي مجتمع اقوي وأفضل.

ولكن منطق الحياة يختلف تماما عن تلك المعادلة فزوج سليم مع زوجة سليمة قد يساوي طفل مريض أو العكس.

وان كان طفل سليم جسديا وصحيا هل هذا يحقق التقدم المجتمع ومنع مشكلات الزوجية وتقليل نسبة الطلاق؟

الإجابة قطعًا لا، فمعدلات الطلاق مرتفعة دون الحاجة للأمراض، بل هي ترجع إلى مرض الفكر المصري ونشأة أجيال لا تعرف المسئولية ولا تجيد اختيار شريك الحياة المناسب بل هي فقط تبحث عن تحقيق بعض الصفات الجمالية، وحالة معيشة اقتصادية تحقق الرفاهية بغض النظر عن أخلاق وأفكار الطرف الآخر.

أما الربط بين المجتمع الأقوى الاكثر إنتاجية، والأمراض لا يمت لمنطق الحياة بصلة، فعميد الادب العربي شخص أصيب بالعمي ولكنه حقق ما لم يستطيع تحقيقه أي من المبصرين.

بالإضافة لكوننا في عصر استطاعت التكنولوجيا وسهولة الحياة إن تساعد أصحاب الإعاقات.

واخيرا لا يوجد إنسان عاقل يرفض أو يعترض على الفحوصات الطبية قبل الزواج وأهميتها في تجنب مشكلات عديدة، ولكن ما بعد الفحوصات هو ما يمثل السؤال الأهم.

ما مصير أصحاب الأمراض؟، هل هو الإعدام بالحياة والتهميش، أم ستحاول الدولة معالجة الأمراض التي يعانوا منها وإعادة تأهيلهم للحياة.

الأمر هنا يعود لتقدير النفس الإنسانية ومحاولة إلا نسعي الي الكمال علي حساب ابرياء لم يرتكبوا أي جريمة.

الجدير بالذكر أن التحاليل والفحوصات المطلوبة هي سكر الدم، نسبة الهيموجلوبين واختبار معامل ريزوس RH الثلاسيمبا ومرض فقر الدم المنجلي وفيروس التهاب الكبد c وB وفيروس نقص المناعة HIV.

Views: 2

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة