مقالات

المقابر.. بين الموعظة الكبرى والانحراف الأخلاقي

كتب: محمد نعيم شاهين

في جوهر الحياة وأعماقها أسرار، تبقى المقابر شاهدًا على نهاية الوجود الدنيوي وبداية الرحلة إلى الأبدية.

 

لطالما اعتُبرت المقابر موعظة كبرى، تذكر بعظمة الموت وزوال زينة الدنيا، وقد حث الدين الإسلامي على زيارتها لما فيها من تذكرة بالآخرة وتقوية للروح الإيمانية.

 

ولكن، في زماننا هذا، برزت مظاهر جديدة تطرح الكثير من التساؤلات حول طبيعة ودوافع الزيارة للمقابر.

 

فأصبح يوم الخميس من كل أسبوع، للأسف، مناسبة لبعض الشباب والفتيات للقيام بزيارات تنافي أغراض التذكرة والعبرة، لتتحول إلى أغراض أبعد ما تكون عن القيم الأخلاقية الرفيعة.

 

هذا التحول في السلوكيات يثير تساؤلات مقلقة حول الانحدار الأخلاقي الذي قد يشهده المجتمع، ويعيد إلى الأذهان الحاجة الملحة للتأمل في دور ومسؤولية الأسرة في تربية الأجيال.

 

كيف يمكن أن ننسى تلك الحكمة الربانية التي جاءت في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكر بالآخرة”.

 

المقابر وما تمثله من تذكرة للآخرة يجب أن تظل حافلة بروح العظة والتسامح، داعية إلى العودة إلى الصراط المستقيم والسلوك القويم.

 

يجب أن ننظر إليها كموعظة لا كحافة يتم بها إهدار أكثر اللحظات قداسة في حياة الإنسان.

 

في هذا الزمان الذي يطغى فيه المادي على الروحاني، تبرز الحاجة لإعادة التوجيه الأخلاقي والروحي والعودة إلى الجوهر الحقيقي لزيارة القبور.

 

يجب علينا، كمجتمع، أن ندرك أن الرسالة التي يجب أن نحملها إلى هذه الأماكن المقدسة هي رسالة سماوية عميقة، تعيننا على تذكر قيمنا النبيلة والعقيدة التي تحث على التفكر والموعظة.

 

في الختام، ندعو كل قلب ينبض بالإيمان وكل عقل يتأمل في خلق الله، أن يجعل من زيارة المقابر موعظة حقة تحث على التقوى والإحساس بالمسؤولية تجاه النفس والمجتمع، وليس مناسبة للتسلية أو الابتعاد عن الأخلاق الفاضلة.

Views: 3

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة