مقالات

العشر الأوائل من ذي الحجة فضلها وثوابها

يعد شهر ذو الحجة من الأشهر المحرمة الأربعة التي ذكرها الله -عز وجل- في القرآن الكريم، وفضلها على غيرها من الأشهر، وهم ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب، ويأتي شهر ذو الحجة متوسطاً شهرين حرامين آخرين، وهما ذو القعدة ومحرم.

وجعل الله الأجر والثواب مضاعف في هذه الأشهر، كما جعل الذنب أشد إثماً وعقوبة، وقال الله -عز وجل-: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}” [سورة التوبة:36].

ويعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة سنة، وتطوع للقادر، ويسن صوم يوم عرفة لغير الحاج، لأن صومه يكفر سنتين، سنة ماضية، وسنة قادمة.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم العشر كل عام، فعن حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- قالت: “أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة”. رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.

وعظم الله هذه الأيام المباركة وذكرها في القرآن في أكثر من موضع، ومنها “وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ” [الفجر: 1-2]. وقال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة.

وقال عز وجل: “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ”.

ويبدأ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة هذا العام بداية من يوم الجمعة، 7/6/2024، وينتهي يوم السبت 15/6/2024، على أن يكون يوم الأحد 16/6/2024 هو أول أيام عيد الأضحى.

وروى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”. والحديث حسنه الألباني.

وقال رسول الله ـ ﷺ ـ في فضل يوم عرفة ـ كما في صحيح مسلم: “ما من يوم أكثر من أن يعتِق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء”، والمراد بالدنو هنا دنو الرحمة والكرامة لا دنو المسافة والمماسة، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، وفي رواية لأحمد وابن حبان والحاكم قال ـ عليه الصلاة والسلام: “إن الله يباهي بأهل عرَفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شُعثًا غُبْرًا”.

وحرّم الله هذه الأشهر؛ لأنها تأتي في وقت أداء مناسك الحج والعمرة، حتى يكون الناس في مأمن، لذلك حُرم بدء القتال ورفع السيوف في هذه الأشهر.

Views: 26

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة