خواطر

شيطان نفسي

نصف ساعة نمتها بعدما شربت فنجانًا من القهوة، سببوا لي الكثير من الأرق مصحوبًا بالكثير من الأفكار حول طبيعة العلاقات البشرية التي عشتها واعيشها خلال حياتي اليومية. 

ولم تمض دقائق معدودة حتى وجدت نفسي وسط هالة سوداء مكونة حالة سخط على أغلب تلك العلاقات، الأمر الذي دفعني لمحاولة إنهائها في الحال، خصوصًا وأنا في خضم صراعات داخلية ومواقف خارجية توفر بيئة خصبة للقيام بهذا الأمر. 

ووجدت نفسي دون أن أدري أصنف الأشخاص اللذين أتعامل معهم يوميًا طبقًا لما يفعلون من سوء، بل وعلى عكس طبيعتي لا أحاول التماس أي أعذار لهم أو التغاضي عن الأمر. 

الأمر كان أشبه بوقوفي أمام شيطان نفسي في المرآة وهو ينصحني بأن أبتعد عن كل ما يؤذيني، أخذًا في الاعتبار أسوء الصفات البشرية التي قد يكون إدراكها من وجهة نظره الشخصية، وقد تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة. 

ودون أن يلتفت لمساوئ شخصيتي ذكرني بهذا الذي قال عن لساني كلام لم أقله، أو أراد أن يزيد من حدة الحديث فأضاف من عنده، وذاك الذي حاول استغلالي واستخدامي كطعم للوصول لغرض ما، وهذا الذي حاول استدراجي لقول ما يدينني. 

كما ذكرني بهذا الذي اغتابني دون أن يصارحني بما أغتابني به، ومن تعامل معي وكأنني أبله وساذج دون أن يحترم ذكائي، ومن وقف يشاهد انتكاستي منتظرًا لحظة سقوطي. 

اتخذت نفس الحيلة القديمة للتخلص من تلك الأفكار السوداء، والتي يصفها شيطاني بالسلبية، وحاولت التغاضي عن الأمر، محاولًا إقناعه أنها بالرغم من سلبيتها فهي مرضية للطرفين، على الأقل أحاول ألا أكون منافقًا. 

وبينما يجري كل هذا في عقلي وأنا غير مدرك لما هو حولي، وأين تتجه عيني، أغلق ذلك الظلام الداخلي ضوء عيني وخضت في نوم عميق.

Views: 5

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة