رياضة

لاعب بصفوف ريال مدريد يعاني من مرض مزمن سيبقى معه طوال حياته

لا يختلف اثنان على أن الرياضيين هم الأفضل صحيًا وإذا حاولنا أن نشرح فوائد الرياضة على صحة الجسد والعقل فسنحتاج من الوقت ما يفوق الكثير، وعلى الرغم من ذلك فليس كل الرياضيين يسلمون من المرض.

في 21 من نوفمبر سنة 2020 أصيب ميجيل جوتيريز الظهير الأيسر لريال مدريد بمرض خطير وهو إلتهاب القولون التقرحي الشديد، قلة قليلة من الناس يعرفون التفاصيل، فاللاعب كما هو متحفظ وصامت وعلى عكس هدوئه وصمته كانت حياته مضطربة جدًا، لقد عانى اللاعب صاحب ال20 سنة أشد المعاناة بسبب مرضه، حيث فقد الكثير من وزنه وكان يشعر بالكسل، قاوم وحاول بكل فخر لكن ذلك كان صعبًا عليه، ففي نفس اليوم أضطر إلى رفع راية الاستسلام، بدت عملية معقدة للغاية وقد تسببت في تدهور حالته الجسدية بشكل مزعج ولم يلعب حتى الرابع عشر من يناير 2021، لقد كانا شهرين طويلين للغاية، مما جعل الوضع في أقصى حدوده فتطورت فكرة الاستراحة إلى أجل غير مسمى.

وبحسب صحيفة ماركا الإسبانية فإن المرض المزمن سيظل يلازم اللاعب طوال مسيرته، فقد كان التشخيص في غاية الخطورة حيث انتشر المرض في جميع أنحاء القولون وفي الأيام القليلة الأولى كان اللاعب لا يستطيع الوقوف بسبب فقر الدم.

كانت المساعدات في المستشفى والخدمات الطبية في مدريد، بالإضافة إلى دعم الأسرة والأصدقاء المقربين هي الدوافع الأولى التي دفعته لعدم الاستسلام، وبعدها قام ميجيل بالعودة إلى ”الكاستيا” ولكنه واجه تحديًا آخر ألا وهو الانتظار، فقد شهد الظهير على عدد من زملائه المتألقين في الفريق وهم : مارفن وأريباس وتشوست وهوجو دورو وبلانكو، وقد استمر في محاولة صنع فرصة تلو الأخرى وقد ساعده “راؤول” حيث أقنعه في كانون الثاني (يناير) بعدم الخروج إلى فريق “بريميرا” الذي كان يراقب حالته، وقد كان اللاعب صبورًا ومسلحًا بالهدوء.

استمر في القتال حتى انتهى به الأمر باللعب مع الفريق الأول في الجولات الخمسة الأخيرة من الدوري مع اشتعال المعركة على اللقب، وكان لاعبًا أساسيًا في النهائيات الثلاث، متقدمًا على مارسيلو ومتألقًا بحضوره.

حصل على مراجعة عقده مع النادي في يوليو وتم مكافأته على عمله الشاق من قبل النادي بتمديد عقده حتى عام 2024 مع زيادة راتبه والشرط الجزائي.

ولم يتردد أنشيلوتي في منح الظهير الأيسر فرصة لإظهار موهبته مع الفريق الأول -رغم مشاكله الصحية- فكان أكثر لاعبين الكاستيا مشاركة مع الفريق الأول، حيث لعب 327 دقيقة أكثر لاعب بعده حصولا على الدقائق هو أنطونيو بلانكو الذي لعب 36 دقيقة.

وقد شارك في مباراة ودية وأصيب وكما كان من قبل، فقد استخدم هذا الحادث لتحسين حالاته فقام بقص شعره ليعود بمظهر آخر وقد تدرب معززاً الجزء العلوي من جسده وعضلاته بشكل عام ولهذا الغرض استخدم الإعداد البدني الذي تتطلبه الكاستيا، والذي غالبًا ما يكون فرديًا، وفرض نفسه في الفالديبيباس فقد قَبِل الجلسات لتوسيع مجال عمله، كما أنه يمارس الرياضة في المنزل بضع مرات أو ثلاث مرات في الأسبوع.

إضافة إلى ذلك تم تطبيقه مع الدراسات، ولكن ليس مع دراسات النشاط البدني وعلوم الرياضة وإنما لدراسة مقاطع الفيديو التي يحلل فيها أقرانه المحتملين في الفريق، واستكمل كل هذا بإتباع نظام غذائي دقيق للغاية حيث تحظر الوجبات السريعة والمكملات الغذائية الشائعة جدًا في هذا المستوى.

خاض جوتيريز أول مباراة له في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد ضد شريف في سبتمبر 2021، على الرغم من أن فريق أنشيلوتي تعرض للخسارة 2-1 على أرضه أمام النادي المولدوفي.

وشارك في ثلاث مباريات في الدوري هذا الموسم جاءت آخر مبارياته في نفس الشهر “سبتمبر”، حيث فاز الريال 6-1 على مايوركا في ملعب سانتياغو برنابيو وأظهر المدرب الإيطالي أنه عندما يكون جوتيريز لائقًا، فإن لديه فرصة للبدء.

سيتذكر ميجيل عام 2021 بكل فخر بخروجه منتصرًا وسط المعاناة وبالتأكيد يُحسب له أنه استطاع التغلب على حدة مرضه المزمن في عام واحد، وظهر لأول مرة مع ريال مدريد وتحت 21 سنة وغيّر مظهره للمستقبل ويُنتظر منه أن يعود بقوة في 2022، فقلة من الأشخاص آمنت كثيرًا بنفسها رغم الصعاب لتثبت مكانتها بين النخبة وميجيل واحد من هؤلاء القلة.

Views: 0

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة