رياضة

“الإتجار بالأطفال ” مصطلح قديم فى ثوب حديث 

 

أفعال ظهر عليها شرعية القانون، و فى باطنها تحمل أنماط مختلفة من الرق و العبودية، أطفال تقع تحت طاولة الإستغلال ليتعمق المعنى و يعلن عن مصطلح ليس بجديد و لكن أصبح الآن يرتدى ثوبا أكثر حداثة” الإتجار بالأطفال ” الذى تمحور فى أشكال و أنماط مختلفة حتى أصبح مبهما، خاصةً فى الدول الأكثر فقرا، حيث الأطفال الضعفاء الذين يشكلون الهدف الأول للإتجار بأنواعة.

ظاهرة معقدة، يقف وراءها الفقر و ما يعانية الفقراء من نظرات التهميش و اللامبالاة و عدم الأكتراث لأحلامهم.

و تتعدد أنواع الإتجار و أستغلال الأطفال فمنه ما يتم فى شكل قانوني، و آخر ما يفرض نفسه على السطح غير مبالي للتشريعات القانونية ، مما يجعلها تشكل إحدى تحديات الدول التى نمت بها تلك الظاهرة و تعيق تقدمها .

أطفال فى مقتبل العمر يقعون ضحية الأستغلال جاهلين الأمر، و مسلمين أنفسهم تشجع المستغلين، إذ يتعرض الطفل إلى الإذاء و العنف البدني و النفسي و الإهمال و العنصرية .

أنماط الإستغلال ما بين الجديد و الحديث 

تعددت أنماط الإستغلال و يتعدد المستغلين، فالإتجار بالأطفال و أستغلالهم أمر ليس حديث، فقد تم ممارسة هذا الفعل منذ قديم الأزل ، و لكن ما حدث الأن أنه ظهر بشكل حديث، مستخدما فيه أساليب و تقنيات جديدة و هذا ما زاد من خطورة الأمر و جعله أكثر تعقيدا، و لم يقتصر الأمر على دولة دون الأخرى ، بل يوجد فى جميع دول العالم و لكن مع الأسف الشديد يزداد الأمر سوءا فى دول العالم الثالث، حيث أنتشار الفقر و المجاعات و المرض و الجهل بمعرفة حقوقهم ، جاء ذلك على لسان الأستاذ شريف مشرف، الذي يعمل لدى هيئة الدراسات السكانية بالمنيا.

و في ذات السياق، أضافت الأستاذة دعاء أن أستغلال الأطفال لممارسة مهنة التسول، تعتبر أكثر أشكال المتاجرة أنتشارا ، فنجدهم فى الشوارع و الميادين و إشارات المرور، فلا يخلو مكان من وجودهم، و ليس التسول فحسب فهناك أشخاص يستدرجون الأطفال للعمل، و عند إنهاء الأمر لا ينالوا أموال نظير تعبهم إلى جانب المعاملة السيئة التى يتلقونها .

قال الأستاذ محمد عمار محامي بالشهر العقاري، أن أسوأ هذه الأنواع، إستغلال الأطفال جنسيا عن طريق أستدراجهم و تصويرهم، و بيع ذلك مقابل مبلغ من المال، و لكن مع التطور التكنولوجي و الإنترنت أصبح الأمر أكثر شيوعا و أكثر أنتشارا و ربحا فى العالم ، و ذلك من خلال نشر الصور و الفيديوهات الجنسية، و رفعها على المنصات لتجوب العالم بأكمله .

ذكرت المحامية الحقوقيه هالة إسماعيل، أن من أنواع الإتجار بالأطفال أستخدامه لبيع، الممنوعات مستغلين أحتياجه للمال ، فهناك أطفال يعولون أسرهم نظراً لما هم فيه من مستنقع الفقر، أو نظراً لغياب عائل الأسرة الأول و هو الأب، ليبدأ الطفل فى العمل لجلب المال، و من هنا يمكن أستغلال ضعفه و فقره و الزج به فى بيع الممنوعات من المواد المسرطنة من مخدرات و كحول و كل ما هو ممنوع قانونيا.

أسباب تزج الأطفال لمستنقع الإستغلال 

قالت الأستاذة مروة عيسى مدرسة علم الإجتماع بإحدى المدارس الثانوية، أن الركود الإقتصادى و غلاء المعيشة و أرتفاع أسعار السلع الأساسية، الذى قلص دور المؤسسات الإجتماعية و خفض من الدعم المادي المقدم، إلى جانب أنتشار التكنولوجيا و التوسع فى أستخدام شبكات الإنترنت و توفير وسائل المواصلات التي تسهل نقل الأطفال من مكان إلى آخر ، جعل أستغلال الأطفال و الإستفادة منهم أكثر سهوله عما كان عليه فى القدم .

ذكرت المحامية بالنقض أسماء محمد، أن أرتفاع معدل البطالة، و زيادة الحالات المقبلة على إدمان المخدرات، جعل من اليسير على أطفال هذه الأسر أن تتعرض للإتستغلال، في أبشع صورة سواء عن طريق بيع المخدرات و الترويج لها و نقلها من مكان إلى آخر، أو عن طريق عمل الأطفال بالسخرة داخل الحقول أو فى بعض الورش الفنية ، و كل ذلك يحدث تحت غياب سيادة القانون الذى يجرم هذا الفعل ، و غفلته عن هؤلاء الأشخاص و التساهل معهم .

قال الشيج محمد الذى يعمل محفظا للقرآن، بإحدى الجمعيات الخيرية المخصصة لذلك، أن غياب الوعي و القيم الإنسانيه و المبادئ لدى العديد من أفراد المجتمع، جعل التزوير و عمل الأطفال و تعنيفهم و التعامل معهم بإنحطاط أخلاقي و عنصرية زائدة، أمر مبرر بالنسبة للكثير.

و أضاف قائلاً ، و وجود ثغرات داخل القانون أو أشخاص فاسدين و أتاحت الفرصة أمام الكثير أن يعاملون الأطفال كأنهم ليسوا من جنس البشر .

دور الدولة للحد من هذه الظاهرة 

قالت سماح محمد خريجة كلية الحقوق، أنه يوجد العديد من التشريعات و المواد القانونية التى جرمت أستغلال الطفل و توقيع أقصى عقوبة على كل من يحاول إستغلال طفل جنسيا أو إهانته أو تسخيره للعمل، غير مشرع به عقوبات ما بين السجن و التغريم، كما تم عمل مراكز لتأهيل هؤلاء الأطفال و تقويم و تحسين سلوكهم و إدماجهم في المجتمع من خلال المشاكة في الأنشطة المختلفة المقدمة من قبل الهيئات والمؤسسات الحكومية، و خلق طفل جديد ذو شخصية سوية.

قال سامي محمد مدرس أول لغة عربية، معربا عن رأيه” أنه من الممكن أن تقوم وسائل الإعلام بتبني الفكرة و تعريف الشعب مفهوم الإتجار و التحذير منه و كيفية الوقاية و إجتنابه لمنع الوقوع فيه و تشجيع الأهالي على التعاون مع أجهزة الدولة، و تقديم المعلومات اللازمة عن كل من يستغل الأطفال و يمارس في ذلك طرقا غير مشروعة .

و أضاف أحمد حجازي أستاذ علم النفس بإحدى المدارس الثانوية، أن مراكز التأهيل و عقد الندوات والمؤتمرات و التوعية المستمرة داخل المدارس و خارجها، تجعل الطفل يعي بحقوقه ، و ذلك من خلال تثقيف عقله و تعريفه الصواب و ذكر المساوئ و إرشاده إلى الطريق الصحيح.

الطفل فى القانون

ذكر الدكتور حسين مصطفى محامي الجنايات، أن العمل على التعرف على الأطفال الـضحايا ، وتـصنيفهم والوقـوف علـى هـويتهم وجنـسيتهم وعمـره، لضمان إبعاد يد الجناة عنهم، ويجب الإستماع إليهم وأخذ آرائهم ومصالحهم بعين الأعتبار، وبما لا يمس بحقوق الدفاع و هذا ما نصت عليه المادة 23 من قانون مكافحه الإتجار بالبشر.

و أضاف دكتور حسين قائلاً ، تعاقب المادة 116 مكرراً من قانون الطفل، بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تتجاوز خمسين ألف جنيه، كل من صدر أو أنتج أو أعد أو عرض أو طبع أو روج أو بث أية أعمال إباحية، يشارك فيها أطفال أو تتعلق بالإستغلال الجنسي للطفل ويحكم بمصادرة الأدوات والآلات المستخدمة في ذلك.

إقرأ أيضا: شيرين عبد الوهاب تكشف عن خبر الموسم…. تعرف عليه

أطفال تحت طاولة الإستغلال

أطفال فطرت على البراءة لتلوثها أيادي المجتمع الفاسده و خلقت منه طفل ضعيف مذنب و مدمن و منتقم، لينقلب السحر على المجتمع ككل، و يسعى فيه الفساد حتى تتدخل الجهات المسؤولة بتقطيع آيادى الجبناء و تزيل الغمامة عن أعين الكثير.

Views: 0

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة