مقالات

ملف إنجازات

بقلم : دينا حسن محمود

 

خلقنا في الحياة ومعنا قلم ودفتر كبير… له العديد من الصفحات لا يمكن أن نحصي عددها .. منا من يكتب جمل يعيش عليها عمر … ومنا من يجعل يومه يكتب للغد ..ومنا من لا يكف عن تحرير يومي لما حدث وكيف ولماذا؟!… لذا يمكننا ان نطلق على هذا الدفتر ملف إنجازات.

كثير من البشر عاشوا خلف ملف إنجازات

كيف سيكون شكل اسمي؟!.. وكيف سيكون حجم مكتبي؟! وكم الزيادة المالية التى سأحصل عليها !..وكم عدد الصور التى التقتها مع المشاهير ! .. أنا اليوم مدير وغدًا على أعتاب وظيفة مرموقة.

سعادة غامرة يحصل عليه هذا الطابع البشرى الذي يرى نفسة كيف سيكون خلف الملف؟! قد يقدم إفادة للمجتمع أيا ما كانت المهنة أو الدرجة العلمية، ولكن في الحقيقة هي خطوات سريعة لإتمام الهدف فلسفة نجاح خاصة جدًا .

وهناك من يعيش في ملف إنجازات من هؤلاء يا ترى؟!

هم من خلقوا ليعيشوا الحياة على طريقتهم.

تجدهم متفوقين .. تجدهم ناجحين … تجدهم قليلي الكلام ..

واثقين متعاونين مبتسمين حاضرين … ولكن حضور خفى لا يصيبك بالملل ولا يكون بلا هدف أو عمل.

يعرفون كيف يديروا الحوار ..وكيف ينسحبوا

يعرفون كيف يفرقوا بين المساعدة … والاستغلال.

عاشقين للحياة … نادرين بين الآلاف ولكن وجودهم يجعل المجتمع مختلف …ملف إنجازاتهم يبقى في الذاكرة ويترك أثر طيب في النفس ولا يمكن أن تذكرهم إلا بالخير

قد تصادفهم مرة في العمر ولكن … لا تنسى

أما الإنجاز الذي خلق بالفطرة الربانية لا يضهى إنجاز آخر

لم يتبعه هدف .. ولم تفرضه طبيعة إنسانية .

تجده في هذا الرجل المسن الذى إذا جلست معه أخبرك عن الحياة كأنك لم تعيشها من قبل .. بفطرة سليمة خبراته الحياتية تضاهى ألف شخص متعلم .. وألف كتاب.

وتجده في هذه الأم التى قامت بتربيت خمس أبناء وقد تكون لا تحمل شهادة جامعية ..ولكن خرج من تحت يدها.. الطبيب.. المهندس.. والمحامية ..والغريب !

أن تبقي هي ذاك الحضن الدافئ الذي يلج إليه الجميع للنصيحة والمعرفة مهما مر العمر واتسع الفكر وزادت الرتب.

ونجدة أيضًا في أناس راضون لخصوا الحياة رغم كل الظروف السلبية في جملة موجزة بسيطة “الحمد الله على نعمة الستر” وهذه الجملة يختبئ خلفها الحمد الشامل على أى ألم أو او فرح أو سعادة أو يأس أو فشل أو نجاح ”

واجملهم على الإطلاق من لخصوا إنجازاتهم الحياتية في أن تعيش عزيز النفس .. ونلخصهم في هذا الاقتباس

“عز نفسك تجدها”

عن الناس التى لا تناسب الروح

عن المكان الذي لا يحتوى ويقدر

وعن العلاقات التى تفتقر للأمان… والمحيط الذي يبعث القلق والتوتر .

ويقول د. مصطفى محمود من كتاب الشيطان يحكم..

الإنسان الحقيقي لا يفكر في الدنيا التي يرتمى عليها طغمه الناس ..

فالعزة الحقيقية هي عزة النفس عن التدني والطلب قد تكون رجلاً بسيطا لا صاحب شأن ولكن مع ذلك سيدا حقيقياً فيك عزة الملوك “لأنك استطعت أن تسود مملكة نفسك”.

 

 

 

 

 

 

 

 

Views: 21

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة