مقالات

لو عاد الزمن!

بقلم : دينا حسن محمود

 

ماذا لو عاد الزمن للخلف؟! …

يمكن كنا أبقينا على هذه الطفولة المرحة وجلبنا لها من بستان الزهور كل يوما زهرة … كنا أخذنا إلى كل مكان أسعدها …. وزدنا لها بصمات السعادة قيراط.

كنا أطلنا البقاء في ظل الراحلون الذين ذهبوا سريعا وتشبعنا من حكمت ودفء الأجداد… واعتذرنا أننا لم نحفر في الثواني ألف لقاء.

ماذا لو عاد الزمن للخلف؟!

يمكن ما كنا طرقنا أبواب لم نحصد من ورائها إلا خيبات … وإن كانت عملتنا الحياة.

كنا ألقينا كل هم وسقم في بحر الدعاء … وجففنا دمع الألم بابتسامة رضا.

ويمكن كنا مررنا على كل وجه حزين ومسحنا حزنه .. بكلمة حب.

ماذا لو عاد الزمن للخلف؟!

كنا أبدلنا الذين أداروا ظهورهم بعد انتهاء المصلحة … بألف كتاب يحمل ألف صديق … وألف رحلة.

كنا شرحنا المنا للورق فى خطوط غير متوازية … وألوان باهتة… ورسمات عابرة.

ويمكن بعدها لما رجعنا لهذه الاماكن التي باتت حفرة كبيرة تشع بالألم وجعلنها فى طي النسيان …. وكأنها لم تكن.

ماذا لو عاد الزمن للخلف؟!

ما كنا أطلنا على قلوبنا الحزن منكم أنتم …. ونحن نعلم جيداً أنه صراع …. من أجل المصلحة …. والكل إلى زوال.

ويمكن كنا قابلناكم بابتسامة عريضة …. وفم مغلق …. لا ينطق سلام.

ماذا لو عاد الزمن للخلف؟!

ولكن في الحقيقة الزمن لا يعود للخلف ! ….. لو لم تمر الأيام وأصبحت ماضي…. ما تعلمنا.

أن ترك الأماكن المؤلمة … نجاة

إن الله موجود في كل وقت … وإن كانت كل أبواب البشر مغلقة.

الطفولة الحقيقية مكانها القلب … لا تحكمها أعمار.

مدى كانت القوة عند قول الحق …. وإن كنا نعرف أن المردود مؤلم وجارح.

أن الإنسان سيظل يقابل الأسوء ثم الأسوء ومن ثم الأسوء حتى يدرك أنه لا أسوء من…. أن يكون حيز الفراغ الذي تشغل في الكرة الأرضية والهواء الذي تستنشقه يسبب قهر وتعاسة لبعض البشر.

أن الحياة بدون رفاهية وأموال مجهدة … ولكن الحياة بدون قلوب محبه مميتة.

والحياة لتستمر وتستمر برغبة البشر أو بدون …. وبمرور الوقت إذا أخذ ذكريات .. أخطاء .. أماني .. رغبات إلا أنه أسقط من دائرتك ما لا تريد …وما لم يكن يوماً لتملكه.

وفي رغبة الحياة والموت تسقط قدرات البشر…. وفي رغبة الرجوع بالزمن .. ماضي معلوم لا يعود … وحاضر في علم الغيب لتصنعه.

ولنا مقتطفات من كتاب سجن العمر للكاتب الكبير توفيق الحكيم.

يقول عندما لا أجد مبررا لأي قلق سرعان ما ينبع فجأة من تلقاء نفسه هذا القلق الروحي والفكري لا ينتهي عندي أبدا ولا يهدأ إني سجينه سجن الأبد …. ولا أدري له تعليل.

إذا القلق قد لا يرتبط بماضي أو حاضر فقط أيضًا قد يكون وليد بالنفس البشرية دون تفسير.

يقول أيضًا يدهشني أن هذا الكتاب بقى حتى اليوم في حوزتي ينتقل معي من بيت إلى بيت، ومن عمر ل عمر، دون أن يفقد ، وبغير أن يلقي مني عناية خاصة في الاحتفاظ به .. يظهر أن للكتب أقدارا وأعمارا مماثلة لأقدار الناس وأعمارهم يعمر منها ما يعمر بغير سبب.

إذا كل شيء له طاقة وعمر وقدر .. حتى الذي لا تدب به روح.

ويقول أيضًا نحن عندما نريد أن نرتد بذاكرتنا إلى الطفولة نجد أن كل شيء تحرك فى عالم الطفولة اتخذ أشكالا لا يستطيع عقل الكبار أن يحيطوا به ليفسروه على حقيقته التي ظهر بها في ذلك العالم الصغير الكبير الغامض.

وهنا ندرك أن طفولة كل شخص ترتبط به دون غيرة … مهما تدخلت بها قوى خارجية.

Visits: 11

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة