كتب: يوسف ياسر
خلال سطور هذا المقال سنحاول البحث عن حقيقة الحياة، وهل يمكن الوصول إليها أم أن الأمر لا يختلف عن الإمساك بالقمر؟
في محاولة البحث عن حقيقة الحياة يجب أن ندرك ماذا تعني الحياة؟، وتعريف الحياة الذي لا جدل فيه هي تلك الدورة التي تعبر بكل شخص منذ الولادة إلى الوفاة.
هي نص مكرر لا يختلف من شخص لآخر مهما اختلفت جنسيته واعتقاداته، وكيف تسير حياته.
هي دائرة مغلقة نقطة بدايتها هي نفس نقطة النهاية فيها، يدور فيها الإنسان خلال دائرة من المواقف والأحداث والأشخاص.
يتعرض فيها للحب والكره والهزيمة والانتصار، حتى يصل لنقطة النهاية.
ويتفاجي إنه عاد مرة أخرى لنقطة البداية، ليجد نفسه لا يملك شيئا، حتى جسده لا يستطيع التحكم في أطرافه، ولا التحدث مثلما كانت بدايته رضيعا، عجز أن يبقى على قيد الحياة وحيدا.
ولكن هل تلك هي الحياة؟، هل هنا يمكننا القول إنه قد رفعت الأقلام وجفت الصحف حينما يتوقف القلب عن النبض؟.
الإجابة لا.. تلك هي دورة الحياة فقط، لكن حقيقة الحياة هي اللحظة التي يمكن لأرواحنا أن تعبر من خلال أجسادنا إلى عالم آخر، وما زال القلب ينبض.
الحياة هي الإحساس بالنسيج العضلي والعصبي للقلب، وهو يسبح في ملكوت الشغف والحب.
ولا يوجد طريقة محددة مضمونة للوصول إلى تلك اللحظة التي قد يعيش أشخاص لاعمار طويلة ولا يدركها أبدا.
ومن الطرق الوصول لحقيقة الحياة عندما يتصل الإنسان بالسماء، ونظره معلق إلى الله.
يشعر بخروج الروح من مكمنها، يشعر بالحرية، ويردد آيات قرآنية أو غيرها من النصوص الدينية.
ولكن ما يحدث في الحقيقة هو إنه يتلاعب بأوتار قلبه لكي يصل إلى معنى حقيقة الحياة، ويعتقد إنها العبادة.
وما يشجعه على هذا الاعتقاد قدرة الوقوف إمام الله بكل ما في داخلنا من خير أو شر باختلاف الأديان والعقائد، الكل يجد لذة الحياة في العبادة.
أو يمكنك الوصول إلى معنى الحقيقة عندما يتصل قلبك تلك المرة بالأرض، إلى شهوات طريق الضلال مهما كان من خمور ومحرمات بمختلف أشكالها.
تجد شعورا بلذة وخروج الروح من الجسد والوصول إلى عالم موازي تجد فيه معنى حقيقة الحياة، وهي إن الحياة فقط لحظة سعادة وكسر المنطق والتمرد.
وأيضا نجد معنى جديد لحقيقة الحياة في اتباع الشغف والأحلام، والوصول إلى لحظات الإبداع والانفصال عن العالم داخل موهبة نتميز بها عن الآخرين، وحينها نشعر بطعم الانتصار والمواجهة.
وآخرون يجدوا معنى الحياة في اللحظات المظلمة من الأحداث السيئة ومواقف العجز وضياع وفقدان الأحبة.
ولا شك أن قصائد الهجران أجمل من قصائد الغزل لما تحمله في داخلها من حطام الشاعر الذي أدرك معاني لم نستطيع أن ندركها، ومنه نجد معاني جديد للحياة وهي فقط للخذلان والهزيمة.
وآخرون يجدون معنى الحياة في الطعام أو الشهرة أو المال، لذا يجب علينا أن نبحث عن المعاني في كل شيء حتى تتكون بداخلنا شخصية تبحث عن المنطق وبواطن الأحداث والمشاعر، لا شخصية سطحية تحيى لكي تمارس الحياة الدنيوية وتدور في ساقية الأيام.
ويمكن تجريد كل شعور منها حتى نذهل بما يعرف بالشرارة وهي الحقيقة المدفونة بداخلنا.
تختلف حقيقة الحياة من شخص لأخر ولكن يجب أن يبحث كل إنسان عن تلك الحقيقة طوال حياته حتى يستطيع أن بجد الإلهام.
الشرارة التي يمكنها أن تعصف بدخله ليستيقظ صوت المبدع المفكر المطور كي نخرج من الروتين وقواعد الحياة إلى عالم نستمد منه قوة لا تقارن، فقط ابحث عن حقيقة حياتك.
Views: 9
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية