اخبار

إسلام سعد يكتب / وداعاً رمضان، ويتساءل هل سيعود الغبار على المصاحف؟ هل ستبكي المساجد على فراق المصلين؟ أم أنّ رمضان سيكون سبباً في التغيير؟

ها هو رمضان قد مضى وقضيت أيامه، ربح فيه الرابحون وخسر من عظمت سيئاته وآثامه، فيا أيها الرابح هنيئًا لك، و يا أيها الخاسر ما أجهلك، ولا نعلم من الرابح فنهنئه، ومن الخاسر فنعزيه، لكن الله يعلمهم، فعلم الغيوب إليه سبحانه.

سبحان الله كيف تمضي الأيام مسرعة !! بالأمس استقبلنا رمضان واليوم نودّعه، اللهم اجعل آخر يوم في رمضان نهاية أحزاننا وبداية أفراحنا.

أحبتي في آخر رمضان أقول لكم: تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم، ها هو رمضان يُلملم حقائبه ويتهيأ للرحيل، كان ضيفاً يؤلّف بين القلوب ويهذّب النفوس، دقائق قليلة وتنتهي قصة ثلاثين يوماً، الحمدلله الذي أعاننا على صيامه وقيامه، اللهم اجعلنا من المغفور لهم والمعتوقين من النار، بقي القليل على انتهاء أجمل ثلاثين يوم في السنة، وداعاً رمضان. انتهى شهر رمضان بما فيه من الخيرات، أتمنى أن نكون قد حصدنا فيه الكثير من الخير وغفران الذنوب والعتق من النار، تقبله منا يا رب العالمين، اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك، واجعله شاهداً لنا لا علينا، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.

أيا أيتها النفس ؟! كنت في أيام… هناك صلاة، وقيام، وتلاوة، وصيام، وذكر، ودعاء، وصدقه، وإحسان، وصلة أرحام ! . ذقنا حلاوة الإيمان وعرفنا حقيقة الصيام، وذقنا لذة الدمعة، وحلاوة المناجاة في الأسحار!! كنا نُصلي صلاة من جُعلت قرةُ عينه في الصلاة، وكنا نصوم صيام من ذاق حلاوته وعرف طعمه، وكنا ننفق نفقه من لا يخشى الفقر، وكنا .. وكنا .. مما كنا نفعله في هذا الشهر المبارك الذي رحل عنا!. رحلت يا رمضان! ولم يمض على رحيلك سوى الحسرة والندم، ولربما لم نذق فيه طعم القيام.

رمضان من أعظم شهور السنة، حيث يمتنع فيه المسلمون عن تناول الطعام والشراب من وقت طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس، ويتقرب فيه المسلمون من الله تعالى بالعبادة وقراءة القرآن لينالوا الأجر والثواب والمغفرة.

فيا أيها القارئ الجميل لا تكن ممن تتوقف عبادته عند انتهاء رمضان، وتنقطع علاقته بربه بعد رحيل هذا الشهر المبارك، بل ليكن رمضان بداية الانطلاق إلى محطات الطاعات وجني الحسنات، فإن كنت ممّن ختم القرآن عدة مرات في رمضان فما المانع أن تختمه ولو مرة واحدة كل شهر بعد رحيل رمضان؟ رمضان تبكي العيون في لحظة الفراق، غابت الكلمات فلم نجد ما نعبر به عن بالغ الأشواق، تمضي الليالي والشهور فما لمثله من مذاق وكم تهفو له النفوس وتبحث عنه في الآفاق.

يا ليت ربي يبلغنا رمضان أعواماً فكم له القلب يشتاق، لحظات ذهبية قبل انقضاء آخر أيام شهر رمضان شهر الخيرات والبركات، فلنعمرها بذكر الله والاستغفار، تقبل الله منا ومنكم رمضان، أسال الله أن يجعلكم ممن عفى عنهم، ورضي عنهم، وغفر لهم، وحرّمهم على النار، وكتب لهم الجنة.

 
وداعاً رمضان، اللهم تقبل من الصائمين والقائمين والراكعين في شهرك شهر الرحمة، أعاده الله على المؤمنين والمؤمنات بالخير والبركة والغفران، ربنا استودعناك رمضان فلا تجعله آخر عهدنا، اللهم اجعلنا من المقبولين واجعلنا ممن قام رمضان إيماناً واحتساباً وفاز بعفوك وغفرانك.

شهر رمضان من أعظم شهور السنة، حيث يمتنع فيه المسلمون عن تناول الطعام والشراب من وقت طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس، ويتقرب فيه المسلمون من الله تعالى بالعبادة وقراءة القرآن لينالوا الأجر والثواب والمغفرة.

وداعاً رمضان، فهل سيعود الغبار على المصاحف؟ هل ستبكي المساجد على فراق المصلين؟ هل ستعود حياتنا كما كانت؟ أم أنّ رمضان كان سبباً في التغيير؟ يا خير من نزل النفوس راحلاً، بالأمس جئت فكيف سترحل؟ بكت العيون على وداعك حرقة، كيف العيون إذا رحلت ستفعل؟ الحمدلله على التمام، الحمدلله على عظيم المنّ والإنعام، اللهم أعده علينا ونحن في أحسن حال، أي عبادة أو خلق أو صحبة أو عادة غرسها رمضان فيك وستستمر معك هي ربحك الحقيقي، آخر ساعة صيام في رمضان ربنا يتقبل منا ويعيده علينا بصحة وسلام..

الصوم لا ينتهي والقرآن لا يُهجَر والمسجد لا يُترَك، بالأمس رؤية هلال رمضان واليوم رؤية هلال شوال، الأيام تمضي بسرعة نسأل الله الرحمة والمغفرة والعتق من النار، اللهم لا تجعل رمضان يمضي إلّا وقد أعطيت كلّاً منا مراده، وملأت قلبه بفيض كرمك، وحققت له ما كان يظنه من ضعفه مستحيلاً.

الصوم لن ينتهي والقرآن لن يرحل والمساجد لن تُغلَق والاستجابة لن تتوقف والأجر لن ينقطع، بالأمس كنا نقول أهلاً رمضان والآن نقول مهلاً رمضان، ما أسرع خطاك! تأتي على شوق وتمضي على عجل، اللهم تقبل صيامنا.

ما بين دمعة توديع أغلبه ودمعة سرور لختام رمضان رفعت كفي إلى مولاي مبتهلاً وقلت: يا رب تقبل ما بذلناه خلال هذا الشهر الكريم.

سننتظرك يا خير الشھور، فإن جئت ولم تجدنا ووجدت آخرين فأغفر لنا ما مضى وسامحنا فيما هو آت وتقبل منا هذه الأيام…

Views: 16

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة