رياضة

أكبر جريمة اقتصادية في التاريخ

يستقيظ المصريون و أول ما يريدون معرفة “هو الدولار اليوم بكام؟” ، و ذلك لأرتباط سعر الدولار بالحالة المعيشية للمواطن العادي ، ولم يعد إتباع سعر الصرف للعملات الأجنبية مقتصر على رجال الأعمال و رجال الإقتصاد، و ذلك للتأثير القوي الذي يحدث الدولار في مختلف جوانب الحياة اليومية.

وهنا يأتي السؤال لماذا الدولار هو مقياس الاقتصاد العالمي ؟، لماذا الدولار هو سيد العملات؟.

بعد البحث حول هذا الموضوع ، وجدت إتفاقية برتون وودز”Bretton Woods” 1944

بموجب هذه الإتفاقية أصبح الدولار هو المعيار النقدي الدولي لكل عملات العالم، حيث تعهدت أمريكا في ذلك الوقت أمام دول العالم بأنها تمتلك غطاء من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات.

وتنص الإتفاقية على أن من يسلم أمريكا 35 دولارًا تسلمه أمريكا أوقية من الذهب.

بمعنى أكثر بساطة ، إنك إذا ذهبت إلى البنك المركزي الأمريكي، بإمكانك أستبدال 35 دولارًا بأونصة من الذهب، والولايات المتحدة الأمريكية تضمن لك ذلك.

وقد سمي الدولار حينها “بالعملة الصعبة” ، و عقب الإعلان المزعوم من الولايات المتحدة الأمريكية ، أكتسبت العملة الخضراء ثقة دولية كبيرة ، وذلك لأطمئنان الدول من وجود تغطيته له من الذهب.

وتبدأ الدول بجمع أكبر قدر من الدولارات في خزائنها ، و ذلك على أمل تحويل قيمتها إلى الذهب في أي وقت، و أستمر الحال هكذا زمنًا ، حتى خرج الرئيس نيكسون في السبيعينات من القرن الماضي ، على العالم فجأة في مشهد لا يتصوره أحد حتى في أفلام الخيال العلمي ، و يصدم نيكسون كل سكان الكرة الأرضية جميعًا، حيث قال بأن الولايات المتحدة لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب، ويكتشف العالم أن الولايات المتحدة كانت تطبع الدولارات بعيدًا عن وجود غطاء من الذهب، وأن الولايات المتحدة الأمريكية أشترت ثروات الشعوب، وأمتلكت ثروات العالم بحفنة أوراق خضراء لا غطاء ذهبي لها.

أي أن الدولارات ببساطة عبارة عن أوراق تطبعها الماكينات الأمريكية ثم تحدد قيمة الورقة بالرقم الذي ستكتبه عليها فهي 10 أو 100 أو 500 دولار.

و جاء في إعلان نيكسون الصادم ، أن الدولار سيُعوَّمُ أي ينزل في السوق تحت المضاربة وسعر صرفه سيحدده العرض والطلب، بدعوى أن الدولار قوي بسمعة أمريكا وأقتصادها، وكأن هذه القوة الإقتصادية على حق و ليست قوة زائفة أستمدت هيمنتها من الخدعة الكبرى التي استغفل بها الأمريكان العالم.

ومع الأسف لم تتمكن أي دولة من الإعتراض أو إعلان رفضها لهذا النظام النقدي الجديد، وذلك لأن الإعتراض يعني حينها أن كل ما في خزينة هذه الدول من مليارات الدولارات سيصبح ورقًا بلا قيمة، وهي نتيجة أكثر كارثية بالنسبة لهذه الدولالكثر بكثير من الكارثة التي أعلنها نيكسون.

سُميّت هذه الحادثة الكبيرة عالميًا صدمة نيكسون (Nixon shock)، و لتتأكد عزيزي القارئ يكفيك أن تكتب (Nixon shock) في محركات البحث، لتكتشف أنها حادثة كتب عنها الكثير من الصفحات و الدراسات.

ذهب هنري كيسنجر إلى السعودية ، و كأن أمريكا لم تكتفي من” توريط العالم” ، فقد ذهب كيسنجر “الثعلب الأمريكي” إلى السعودية وطلب من المملكة العربية أن من يريد أن يشتري النفط يشتريه بالدولار وهذا ما فعلته السعودية.

قال نيكسون حينها كلمته الشهيرة :

(يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها ويجب ان يلعبوها كما وضعناها).

ولا زال هذا النظام الإقتصادي قائمًا حتى اليوم، أمريكا تطبع ما تشاء من الورق وتشتري به بضائع جميع الشعوب، و من يشتري منها عليه بهذا ” الدولار” ، لتصبح منافسة دول العالم حالياً ، في كم يبلغ لدينا الأحتياطي النقدي في خزينة البنك المركزي.

قالها بوتين : ( أمريكا تسرق العالم )

والحقيقة : ( الأمريكي يغتصب كرامة العالم ).

Views: 0

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة