حوار: أحمد سالم
إيمان خليف، بطلة الجزائر في الملاكمة، ليست فقط رمزًا للقوة البدنية والتفوق الرياضي، بل هي أيضًا مثال للإرادة الصلبة والصمود في وجه التحديات، على الرغم من نجاحاتها المبهرة في أولمبياد باريس 2024، بما في ذلك تحقيق ميدالية أولمبية تاريخية، إلا أن إيمان واجهت تحديات لم تكن على الحلبة فقط، بل خارجها أيضاً، من خلال تعرضها للتنمر، في هذا الحوار، نتعرف على تجربتها مع هذا التحدي الإضافي وكيفية تأثيره عليها، وما هي رسالتها للآخرين الذين يمرون بمواقف مماثلة.
إيمان، بدايةً نود أن نهنئك على إنجازك الكبير في أولمبياد باريس، كيف شعرت بعد الفوز بالميدالية وإضافة هذا الإنجاز إلى سجلك الرياضي؟
شكراً جزيلًا، الفوز بالميدالية الأولمبية كان حلمًا أصبح حقيقة لقد شعرت بالفخر الكبير لأنني لم أمثل نفسي فقط، بل مثلت بلدي وكل من دعمني خلال مسيرتي كان شعورًا رائعًا أن أرى علم الجزائر يرفرف في الأولمبياد.
خلال مسيرتك، واجهت تحديات كثيرة على الحلبة، لكنك أيضًا تعرضت للتنمر خارجها، هل يمكنك إخبارنا عن تلك التجربة وكيف تعاملت معها؟
التنمر كان تحديًا صعبًا، خاصةً عندما يأتي من أشخاص لا يفهمون الصعوبات التي نواجهها رياضيين، تعرضت لتعليقات سلبية وانتقادات قاسية، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى في حياتي اليومية في البداية كان الأمر مؤلمًا، ولكنني قررت ألا أدع هذه الأمور تؤثر عليّ، استمديت القوة من الدعم الذي تلقيته من عائلتي وفريقي، وركزت على أهدافي.
كيف أثر التنمر على أدائك داخل الحلبة؟
في البداية، كان للتنمر تأثير سلبي على تركيزي، كانت هناك لحظات شعرت فيها بالإحباط، ولكن مع مرور الوقت، استخدمت هذه الطاقة السلبية كدافع إضافي لأثبت للجميع، وخاصة لنفسي، أنني قادرة على التغلب على كل الصعوبات.
هل كان هناك نقطة تحول معينة ساعدتك على تجاوز هذه التجربة؟
نقطة التحول كانت عندما أدركت أن نجاحي هو أفضل رد على كل من شكك بي أو حاول التقليل من إنجازاتي.
كيف تنصحين الرياضيين الآخرين، خاصةً الشباب، الذين قد يواجهون مواقف مشابهة من التنمر؟
نصيحتي لهم هي أن يظلوا مركزين على أهدافهم لا تسمحوا للكلمات السلبية أن تؤثر عليكم أو تمنعكم من تحقيق أحلامكم، أبحثوا عن الدعم من الأشخاص الذين يؤمنون بكم، وحاولوا تحويل التجارب السلبية إلى فرص للنمو والتطور. والأهم، تذكروا دائمًا أن نجاحكم هو أفضل رد على التنمر.
ما هي رسالتك للمجتمع بشأن قضية التنمر، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالرياضيات والرياضيين؟
التنمر هو مشكلة خطيرة تؤثر على العديد من الناس، وليس فقط الرياضيين. رسالتي للمجتمع هي أن نتذكر أن الكلمات لها قوة كبيرة. علينا أن ندعم بعضنا البعض، وأن نكون مصدرًا للتشجيع وليس للإحباط. لكل منا دوره في بناء بيئة إيجابية ومحترمة تتيح للجميع تحقيق إمكانياتهم الكاملة.
بالنظر إلى المستقبل، ما هي أهدافك القادمة في مسيرتك الرياضية؟
طموحي في المستقبل هو أن أواصل تحقيق النجاحات في البطولات العالمية، وأن أكون مصدر إلهام للشباب، خاصة الفتيات، ليدخلوا عالم الرياضة ويؤمنوا بقدراتهم خارج الحلبة.
هل هناك مشاريع خاصة تعملين عليها خارج الحلبة؟
أعمل على مشروع لتوعية المجتمع حول التنمر ودعم الرياضيات الناشئات. أريد أن أستخدم تجربتي الشخصية في مساعدة الآخرين على تجاوز تحدياتهم.
إيمان خليف ليست مجرد بطلة في الملاكمة، بل هي أيضًا رمز للصمود والشجاعة، من خلال إصرارها وعزيمتها، تجاوزت التحديات وواصلت سعيها لتحقيق أحلامها، قصتها هي رسالة قوية لكل من يواجه صعوبات في الحياة، بأن النجاح يأتي من الثقة بالنفس والإيمان بالإمكانات، نتطلع إلى رؤية المزيد من إنجازاتها في المستقبل.
مساحة إعلانية