فن

مفاهيم مصرية عريقة تعيدها الدراما المصرية الى نصابها الصحيح

في اللحظة التي كنا ننتج فيها أعمال درامية عن خيانة الاقارب وغدر الأصدقاء، وكأن الكوكب بالكامل ليس به إلا تلك النوعية من البشر، وانك اجلا ام عاجلا ستواجه مصيرك بأن يكون احد اقاربك هو السيء في روايتك، لخلق نوع من الاثارة والفضول لدى المشاهد.

أدرك الغرب منذ أمد بعيد التأثير الكبير الذي تحدثه تلك الأعمال الدرامية على شكل الأسرة، واتخذ منهج مختلف تماما يدعم الترابط الأسري في الأعمال الدرامية ويركز على أهمية هذا الترابط في مساعدة الفرد وبالتالي بناء المجتمع.

وذلك على عكس الأعمال المصرية التي ابتعدت عن فكرة مساندة الأخوة والأخوات لبعضهم وحبهم لبعض، وتركيزها على التفكك الأسري لفترة كبيرة جدا خلقت وعي مضلل عن الأسرة المصرية، وتصويرها كلها بهذا الشكل دون استثناء.

ولكني لاحظت مؤخرا وجود عدد من المؤلفين يعيدون هذه العلاقات لنصابها الصحيح، ويركزون على قوة العلاقة بين الأخوه والأخوات بالاخص، وحتى التي عرضت علاقة غير قوية بين الأخوة، كان الهدف منها تمييز العائد السلبي تجاه انفصال تلك العلاقة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر رأينا هذا الترابط بين يسر وعاليا في حكاية “عيشها بفرحة” من مسلسل “٥٥ مشكلة حب”، و يسرا وسمر في حكاية “ولو بعد حين” من مسلسل “حدث بالفعل”.

وبالرغم من عدم تشابه الظروف والأحداث التي تواجدت فيها الأختين في كل حكاية الا انهم في الحكايتين مثلوا السند والدعم الكامل لبعضهم حتى في أحلك الأحداث والمواقف ظلمة.

وهذا في حد ذاته مؤشر قوي جدا على امكانية عودة هذا الترابط ده مرة أخرى بالطاقة الإيجابية التي تنبع منه والتي تؤثر بالإيجاب على الفرد والمجتمع، ونعود لمفاهيم الأصالة والعراقة التي تربينا عليها مثل “مصارين البطن بتتعارك، والدم عمره ما يبقى مياة”، لاننا حاليا في أمس الحاجة لهذه المفاهيم، قبل أن تتفكك الأسرة المصرية.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة