مقالات

لماذا لم يرضى الله الحزن للنساء ؟

كتبت: آمل مصطفى

لا مبالغة عندما نقول أن المرأة هي أساس بناء المجتمعات، فمجتمع بناء، منتج، سالم، يعنى نساء سليمات النفسية، قريرات العين، ولا مبالغة عندما كانت آخر وصايا رسولنا الكريم “اتقوا الله في النساء”. لم يرد الله الحزن للنساء في الكثير من مواضع القرآن الكريم ” فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن”، “فناداها من تحتها ألا تحزنى” “ولا تخافي ولا تحزني”. أكدت الآيات الكريمة ألا تحزن المرأة، حزن المرأة يُضعفها ويُفسد جمالها ويزُودها بالوهن. ذكر بعض العلماء أن الأمر قد يصل إلى عدم استطاعة الإنجاب بسبب الحزن، فكيف لامرأة حزينة أن تربى أبناء نافعين مصلحين خادمين لمجتمعاتهم؟ وكيف لتلك الأجيال أن تحارب الطواغيت والمفسدين؟ كيف لهم أن يتصدوا لعنصرية الطرف الآخر وألا يدورون في فلك الحزن المدوي؟

ويوضح الإمام الطبري في تفسير لماذا لم يرضى الله الحزن للنساء؟، وقوله تعالى: «فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)»، القول في تأويل قوله تعالى : فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (13).

يقول تعالى ذكره: (فَرَدَدْنَا) موسى (إِلَى أُمِّهِ) بعد أن التقطه آل فرعون, لتقرّ عينها بابنها, إذ رجع إليها سليما من قَتل فرعون (وَلا تَحْزَن) على فراقه إياها( وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ ) الذي وعدها إذ قال لها فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي … الآية,(حقّ). وبنحو الذي قلنا في ذلك, قال أهل التأويل. وذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة ( فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ ) فقرأ حتى بلغ ( لا يَعْلَمُونَ ) ووعدها أنه رادّه إليها وجاعله من المرسلين, ففعل الله ذلك بها.
وقوله: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) يقول تعالى ذكره: ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن وعد الله حقّ, لا يصدقون بأن ذلك كذلك.

وتوضح الداعية منى نجم الواعظة بالأوقاف أنه قال تعالي في سورة القصص:«ڪي تقر عينها ولا تحزن»، وفي سورة الأحزاب:«أن تقر أعينهن ولا يحزنّ”، وفي سورة مريم:«فناداها من تحتها ألا تحزني»، وفي سورة القصص:«ولا تخافي ولا تحزني»، قد ركزت الآيات على ألا تحزن المرأة لأن حزنها عميق ومشاعرها رقيقة والحزن يفقدها جمالها ويزيدها ضعفًا وعلميًا الحزن يؤثر علي الغدد المفرزة للهرمونات الانثوية، فكم حزينة لم تنجب، وكم حزينة تساقط شعرها، وكم من حزينة اجهضت، وكم من حزينة شحب لونها، وكم من حزينة توفت بغصة، فـرفقًا بالقوارير ولا تُحزن قلوبهن فلا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهنّ إلا لئيم، فـ والله لا تعلم اجر الفرحة والسرور إذا ادخلتة عليهن فهن سبب في رزقك وسعادتك بعد الله، فصلو على من قال استوصوا بالنساء خيرا»

وضحت الآيات القرآنية أن حزن المرأة عميق وآلمها شديد لا يتحمله قلبها ؛ فرفقاً بالقوارير تشبيه بليغ منه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم فهي أن حزنت إنكسر قلبها فرفقاً بها لا تكسر قلب أمك بكلمة ولا تعتصر قلب أختك بإستهزاء ولا تجرح قلب زوجتك بإهمال وتقرب من الله بإلاحسان لها ولا تحزن قلبها

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة