حوار: ياسر خالد
الدكتورة مروة الفحل، أخصائي الطب النفسي، لم يكن اهتمامها فقط بمجال تخصصها الطب النفسي، بل إن لديها اهتمامات أعم وأشمل في العديد من المجالات.
فـ مروة الفحل هي لايف كوتش دولي معتمد ومحاضر معتمد من العديد من الدول في الخارج، إلى جانب أنها أخصائي في التربية الخاصة.
وأطلقت مروة مبادرةً بعنوان “حكاية مروة” تضم العديد من الأساتذة والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات التي تشملها المبادرة.
والمبادرة هي مبادرة معتمدة من وزارة التضامن الاجتماعي، كما أنها تمنح المنضمين إليها كارنيهات عضوية وشهاداتٍ باجتياز دوراتها.
وقد حققت المبادرة نجاحًا ملموسًا خلال فترة وجيزة من إطلاقها، كما حصدت آلاف المتابعين عبر صفحاتها على السوشيال ميديا.
وفي الجزء الأول من حوارنا مع الدكتورة مروة الفحل تحدثنا عن مبادرتها وكيف جاءت فكرتها والدورات والأنشطة التي تقدمها، فإلى نص الحوار…
لو أردنا أن نعرف القراء بالدكتورة مروة الفحل.. فماذا تقولين لنا عنها؟
أخصائي الطب النفسي عندي المبادرة بتاعتي، لايف كوتش معتمد من الـICF الدولية، محاضر معتمد من 15 دولة خارج مصر، محاضر معتمد من البورد البريطاني والبورد الأوروبي والبورد التركي، أخصائي تربية خاصة في 3 دبلومات في طب الدمرداش.
وما الهدف من مبادرتكِ “حكاية مروة”؟
المبادرة بتاعتي بتهدف للتعليم على مستوى الشرق الأوسط كله، وكمان مش مختصين بمجال واحد اللي هو مجال التربية الخاصة فقط، إحنا كمان عاملين كل المجالات والتخصصات بدون استثناء، ومعانا بروتوكول في 28 مركز داخل مصر، و8 أكاديميات معاهم بروتوكول، وكمان متعاقدين مع 15 جمعية خيرية داخل مصر بندرس فيهم.
كمان عاملين بروتوكول مع المجلس الدولي للمرأة، ودلوقتي بنعمل بروتوكول مع البرج الأمريكي بحيث إننا نحصل عليه مجانًا.
وبطلع كارنيهات عضوية وشهادات، وحاصلين على اعتماد من وزارة التضامن الاجتماعي واعتماد وزارة الاستثمار.
دائمًا من يسمع كلمة أخصائي طب نفسي يعتقد أن كل من يأتون لكِ “مجانين”.. أريد منكِ أن توضحي لنا الفرق بين الطب النفسي والجنون.
مافيش مصطلح أصلًا اسمه “ده مجنون”، كلمة جنون خارج دولة مصر بيسموه ذكاء، لأن مافيش حد مجنون يقدر يخترع حاجة، مافيش حد مجنون هيصلح من نفسه، مافيش حد مجنون مثلًا هيقتل، مافيش حد مجنون هيعمل حاجة هو مش داري بيها.
كلمة جنون معناها إني أشوف حاجة مثلًا وأقلدها، أشوف حاجة وأعملها وأخترعها، ده اللي بيسموه جنون إني أبقى باحثة أفضل أعمل حاجة ورا حاجة وأطور فيها ده اسمه جنون، اللي هو حد يخترع قدامي حاجة حلوة أقوله “wow، أنت مجنون مش ممكن”.
وكيف جاءت لكِ فكرة المبادرة؟
أنا طالبة الأستاذ الدكتور إبراهيم الفقي، وإني بهدف للتربية والتعليم زي ما هو رباني وزي ما هو زرع فيا، هو ده هدفي من اللي أنا بعمله.
ولما كنت بحاول أنشر في التربية الخاصة لقيت مبادرات كتير جدًا ولقيتها مش شغالة على المستوى المحلي مش على المستوى الدولي ولا أي حاجة، ده هي كانت بتهدف مجرد الناس اللي حواليها وبتعملهم شهادات غير معتمدة بالمبادرة.
فقلت أنا أعمل مبادرة على مستوى الشرق الأوسط، معايا فريق مكون من الشباب من 180 دكتور في مختلف المجالات والتخصصات بيشتغلوا بمقابل وبدون مقابل.
المبادرة لا تقتصر على الطب النفسي بل هي مبادرة متشعبة.. حدثيني عن ذلك.
مجالات مختلفة حتى الـIT والذكاء الاصطناعي مش مقتصرة على مجال واحد فقط، حتى إننا مش بنكتفي بإننا ندرس للناس أونلاين، ده إحنا كمان التعاقدات والتعاونات والبروتوكولات، اللي عاملينها مع بعض المراكز والجمعيات، بنتفق معاهم إن الطالب يدفع 100 جنيه بدل 500 جنيه في الشهر ويتدرب عملي، يعني ينزل شغل عملي، فهدف المبادرة إننا نطبق عليك عملي مش مجرد نظري، إحنا بتطبق النظري وبنطبق العملي كمان.
بالنسبة للتسويق، إحنا بنستفيد من المشاريع بتاعتهم بشكل إلكتروني، إحنا اللي بنمولهم وندعمهم الأول وبعد كده همل بيقدروا يقفوا على رجليهم.
ألم تفكري في أن تكون المبادرة متخصصة في مجال الطب النفسي؟
لأ، أنا مافكرتش في ده خالص، لأني حسيت إني مختصة بفئة واحدة من الناس المريضة، مثلًا اللي بتعاني من اضطراب أو بتعاني من مشكلة، طب ليه؟، ليه أخصائي بفئة معينة بس؟، يبقى إحنا كده مش هتعرف على مستوى الشرق الأوسط، خلينا نشمل الكل بحيث أول ما يتقال اسم مروة يتعرف لقب تاج مروة.
ده اللي أنا هدفت له، وحسيت إن الموضوع بالنسبة للطب النفسي فيها وصمة عار في مصر، كل حد يقول لك دي طبيبة نفسية أبعد عنها وأنا مجنون؟، حتى الآباء والأبناء إحنا بنحتاج للأسرة في الجلسات إننا نسمع للأب ليه مثلًا بيعامل ابنه كده؟، فتلاقي عنده عقدة، الأب بيقول لابنه إيه هو أنت شايفني مجنون علشان أروح لدكتور نفسي زي ما أنت بتروح يا مجنون؟.
فقلت نشتغل على التربية المتخصصة والمجالات التانية كمان، بحيث إني أهدف الناس كلها.
وهل الأمراض النفسية منتشرة بشكل كبير؟ وهل تقابلين حالاتٍ كثيرةً منها؟
أيوه، بقابل حالات كتير جدًا مش حالة واحدة ولا اتنين.
هناك فكرة لدى بعض الناس أن من يذهبون للطبيب النفسي هم أشخاص مرفهون.. فما رأيك في هذه الفكرة؟
هو مش بيدور على موضوع رفاهية هو بيعالج علاج اسمه التحليل النفسي، التحليل النفسي اللي هو بيبقى حوالي 5 أو 6 جلسات في الأسبوع، وممكن 7 جلسات في الأسبوع اللي هو يعتبر بشكل يومي.
فبيدور على الأسباب اللي ربت عنده العقدة دي أو اللي عملت عنده الاضطراب ده أو اللي عملت عنده المشكلة دي، بس بيدور في الـ3 أجيال السابقين، اللي هو التحليل النفسي.
بندور على اللي حصل في حياته كلها من يوم ما اتولد، بنيمه حاجة كده زي التنويم المغناطيسي، بنحاول إننا نجيب منه كل الكلام وكل الحاجات والتجارب اللي مر بيها على مدار حياته.
فممكن يكونوا ناس رايحين يفضفضوا أصلًا، رايحين بشكل ترفيهي ولكن بيكتشفوا إن فيه حاجات كتير جدًا، حتى مافيش واحد غني بيروح لطبيب نفسي وبيكمل معاه، ده دليل قاطع، وبنشوف المواضيع دي على السوشيال ميديا وفي التليفزيون.
وما هي الأسباب من وجهة نظركِ التي أدت إلى انتشار الأمراض النفسية بين الناس بهذا الشكل؟
عايزة أوضح معنى كلمة مرض نفسي، لما أبويا وأمي يفضلوا أخويا الأصغر أو الأكبر مني عني، يدوله مثلًا 10 جنيه مصروف ويدوني أنا 8 أو 5 جنيه علشان أنا بنت، هو كده أصلًا عمل مرض نفسي بينا، اللي هو الغيرة وأسلوب التفضيل.
وده بيفضل شيء ثابت العمر كله بيكبر في قلبي طول ما أنا بكبر، وده بيسبب خلاف في الميراث وعند حالة الوفاة وفي حاجات كتير جدًا.
والمشكلة التانية السوشيال، إزاي صاحبتي عندها متابعين حوالي 10 آلاف وأنا عندي 3 آلاف بس؟، ممكن تفضل تضر فيها وتسرق الصفحة بتاعتها وده سبب أصلًا مرض نفسي.
حاجة كمان إدمان الإباحيات بيسبب مرض نفسي بيسبب مرض اسمه المثلية والمازوخية اللي هي من أخطر الأمراض في الأمراض النفسية.
حاجة تانية أسلوب التفضيل بالنسبة للأب والأم أو صاحبتي شارية موبايل أحدث من اللي معايا، ده ممكن يزرع مرض جواها اسمه تعدد الشخصيات، ومن كتر الغل، الزعل والحقد اللي جواها ممكن تدخل في كذا شخصية في نفس الوقت، وده اللي اسمه الفصام.
حاجة تانية بيدخل في حاجة اسمها الاضطراب ثنائي القطب، ده اللي هو من كتر ما هي شايفة نفسها حلوة وجميلة ومدلعة وباخد مصروف كبير ومرتبي تمام، تقول لنفسها أنا عظيمة، وهي الوحيدة اللي شايفة إن ده صح، وده من خلال السوشيال ميديا برضو.
ومن خلال السوشيال ميديا أقدر أخون مراتي واتسببلها في مرض نفسي، ممكن تقتل جوزها، كل حاجة بتحصل بسبب السوشيال ميديا.
وعلى أد ما هي مفيدة على أد ما نقدر نقول إنها سلاح ذو حدين، االي هي فاتحة بيوت ناس كتير أوي من خلال الشغل الأونلاين وفي نفس الوقت بتدبح ناس تانيين أصلًا، وهي مش واخدة بالها.
وإحنا لازم تستخدمها بشكل صحيح ويبقى فيه حملات توعية لكل الكلام ده، خصوصًا الـit، كمان الذكاء الاصطناعي خرب بيوت ناس كتير وزود نسبة الطلاق، إحنا دولة مصر احتلت المركز التالت على مستوى العالم في نسب الطلاق، اللي هو الجواز بقى بالنسبة لنصر استمتاع مش أكتر، فإحنا في خطر.
كمان ممكن لو فرحت مرة واحدة تجيلي سكتة قلبية، كتر العياط أو الحزن أو التفكير بيسبب سكتة قلبية بتموت وده بفعل برضو المرض النفسي، وعلى مدار الـ5 سنوات اللي فاتوا لقوا إن 90% من حالات الوفاة بالساعات القلبية سببها عامل نفسي، بدليل إنهم ماكنوش بيلاقوا أي عامل عضوي خالص.
بجد برافو د مروة على المبادرة دى واسعدنى جدا انك تلميذة للبروفيسور إبراهيم الفقى