مقالات

تحت عنوان “بشار الأسد”: مسؤولية تاريخية في تهجير السوريين ومأساة اللاجئين في تركيا ولبنان

كتب أحمد سالم

منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، تحول المشهد السوري إلى كابوس إنساني، أبطاله الرئيسيون هم الشعب السوري والنظام الحاكم بقيادة بشار الأسد، الرئيس السوري، الذي ورث السلطة من والده حافظ الأسد في عام 2000، اختار مواجهة الاحتجاجات السلمية بالعنف المفرط والقمع الوحشي، مما أدى إلى تصاعد الصراع وتحوله إلى حرب أهلية دموية.

هذه الحرب خلفت وراءها ملايين اللاجئين السوريين الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان في دول الجوار، تركيا ولبنان كانتا من أبرز الدول المستضيفة لهؤلاء اللاجئين، اليوم، هناك أكثر من 3.6 مليون سوري في تركيا، وحوالي مليون ونصف في لبنان، يعيشون في ظروف غالبًا ما تكون قاسية وغير إنسانية.

إدارة بشار الأسد للصراع الداخلي كانت قاسية ومتعنتة، واستخدمت كل الوسائل الممكنة للبقاء في السلطة، بما في ذلك القصف العشوائي، والحصار، والتجويع، وحتى استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، هذه السياسات لم تتسبب فقط في مقتل مئات الآلاف من السوريين، بل أدت أيضًا إلى تهجير الملايين من منازلهم.

يواجه اللاجئون السوريون في تركيا تحديات كبيرة، من بينها التمييز، وصعوبة الحصول على فرص عمل، والتعليم والخدمات الصحية، وعلى الرغم من جهود الحكومة التركية لتقديم الدعم، إلا أن الموارد المتاحة غير كافية لمواجهة الأعداد الكبيرة من اللاجئين، مؤخرًا، تزايدت حملات العداء ضد السوريين في تركيا، ما أدى إلى اعتقالات وترحيلات قسرية، في انتهاك واضح لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية.

أما في لبنان، فالواقع أكثر سوداوية، يعاني اللاجئون السوريون من ظروف معيشية بالغة السوء في المخيمات العشوائية، بالإضافة إلى التعرض للاضطهاد والعنف، السياسات الحكومية اللبنانية تجاه اللاجئين تتسم بالصرامة، وتشهد البلاد حملات متكررة للترحيل القسري، وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان.

العودة إلى سوريا ليست خيارًا آمنًا لغالبية اللاجئين، حيث أن البلاد ما زالت تعاني من عدم الاستقرار والأوضاع الأمنية المتدهورة، بالإضافة إلى ذلك، يخشى الكثيرون من الاعتقال أو الانتقام من قبل النظام السوري في حال عودتهم.

بشار الأسد يتحمل مسؤولية كبيرة في ما وصل إليه الوضع في سوريا، سياساته القمعية والعنيفة أدت إلى تدمير البلاد وتهجير شعبها، بينما تعاني دول الجوار من تبعات هذه الكارثة الإنسانية، يبقى الأسد في السلطة، محميًا بتحالفاته الدولية، غير مكترث بالمعاناة التي تسبب بها لملايين السوريين.

المجتمع الدولي يتحمل أيضًا جزءًا من المسؤولية، ومع استمرار هذه الأزمة، يظل اللاجئون السوريون في تركيا ولبنان عرضة للمعاناة والتشرد، في انتظار حل يبدو بعيد المنال.

في الختام، يجب على العالم ألا ينسى معاناة اللاجئين السوريين، وأن يعمل بجدية لإيجاد حل سياسي للصراع السوري، يضمن حقوق وكرامة جميع السوريين، ويحاسب المسؤولين عن هذه المأساة التاريخية.

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة