اعتمد مسلسل “الكبير أوي” منذ بداية عرضه على صنع عالم خيالي يمكن توظيفه وتشكيله بأي شكل مناسب للفكرة التي يتم تناولها.
هذه الفكرة كانت وما زالت حتى الآن مفيدة في تناول الموضوعات بالشكل الذي يراه صناع العمل داعمًا للقضية محل التناول، ولكنها أظهرت امتداد طويل للاسكتشات المصطنعة الطويلة، والتي لم يكن بها أي تجديد حينها، مما أدى لوجود صعوبة في إنتاج أجزاء أخرى بنفس النمط، لذلك توقف الإنتاج عند الجزء الخامس.
لكن ظهور الوجوه الجديدة في الجزء السادس كان له دور في تجديد روح المسلسل، وأثر كبير على إعادة انطلاقه بقوة مرة أخرى، بعد التوقف لسنوات، وتنوعت المواضيع فيما بين الأحداث التي استحوذت على التريند خلال فترة عرض المسلسل كأغنية “ستو أنا” و”ازيك يا”.
والمواضيع التي تربط بين العالم الحقيقي وعالم المسلسل مثل “مهرجان المزاريطة الدولي”، وعالم “الميتا فيرس” -كما أطلق عليه فزاع- الموجود بنهاية حلقات الجزء السابع، والذي تبارز فيه كل من مكي وسلام وأظهروا براعة فائقة في إمكانية تجسيد أكثر من شخصية في آن واحد، مع توضيح قوة الأمر وصعوبته.
عدا أنه وقع في فخ التركيز الشديد على تناول قضايا معينة، كقضايا التيكتوكر والبلوجرز والتي استمرت معنا على مدار الجزئين “السادس والسابع”، وكأنها المشكلة الأم في مجتمعنا، وأصبحت أغلب الموضوعات مخصصة لعرض سلبيات هذه الظاهرة فقط.
وأدى هذا التركيز على الفكرة إلى تناولها بشكل “أوفر” أفقد المَشاهد منطقيتها بالرغم من كونها هادفة، ليتحول عالم “المزاريطة” من عالم واقعي إلى عالم خيالي بمعناه الحرفي، وأصبح المشاهد يتعامل مع المسلسل على أنه مسلسل كارتون أو ما شابه.
ومع قرار صناع العمل بإنتاج جزء ثامن، أصبح من الصعب جدا الحصول على فكرة جديدة لتناول الموضوعات في هذا العدد الكبير من الحلقات، فبدأ المسلسل في تناول موضوعات سريالية لا تمت للواقع بصلة، وأصبحت الاسكتشات المصطنعة في المسلسل لا تحاول تناول قضية بقدر اهتمامها بصنع الضحكة.
الضحكة التي بدأت تختفي، وتتحول لابتسامة خفيفة على وجه الجمهور، خصوصا بعد الاتجاه للتنمر كعنصر كوميدي بسبب فقر الموضوعات.
أيضا أصبح الهدف من الاسكتش بعيد المدى، حيث يضطر المشاهد إلى المرور بالعديد من المشاهد الممطوطة بدون داعي، والزائدة عن الحد للدرجة التي تولد لديه حالة من الملل.
ومن هنا افتقر المسلسل إلى الكوميديا، وافتقد واقعيته التي وجهت جمهوره لاعتباره بالكامل عمل كوميدي بحت لا يجوز حتى الاستشهاد به في واقعنا، وبالتبعية فقد أهميته ودوره في صناعة الوعي.
مساحة إعلانية