مقالات

ليست كل الذكريات تتحول إلى رماد

بقلم ✍️ يوسف ياسر

من الظلام لظلام.

هكذا تمر الأيام وأنت لا تشعر بحقيقة ذاتك المظلمة.

حتى تأتي لحظة ما تجد أن الحياة لم تكن إلا عبارة عن نفق مظلم، عن أحداث مؤلمة وشخصيات سامة لم نستطع تجاوز تأثيرهم حتى الآن.

رغم كل ما يقال عن الوقت وعن قدرته على تحويل الذكريات إلى رماد.

هناك ذكرى لم ولن تتحول إلى رماد، هي تلك اللحظة التي تشعر فيها بالحب.

وهنا لا أقصد شعور الحب بذاته، لكني أقصد تلك اللحظة التي تشعر فيها بأن أحدًا يقدم حياته وثقته لك بلا أي مقابل، إلا مجرد البقاء بجوارك.

وفي تلك اللحظة سرعان ما يتبادر في ذهنك العديد من التساؤلات التي لا تنتهي، هل أنا أستحق هذا؟ هل عالمي المظلم قد يمثل شيئًا لأحدهم؟ وتتعدد الأسئلة التي لا تنتهي عن قيمتك وعن ذاتك،

وتتصارع ذكريات الماضي مع خيال الحاضر ورهبة المستقبل.

ومع مرور الأيام تعيد صياغة مفهوم ذاتك، وتتحول من هذا الركام الذي كان يعيش بين أضلاعك إلى شخص قد أدركته الحياة، قد ذاق جمال الحب والتقدير، قد رأى النجاح ونسى الفشل.

ولكن سرعان ما تتبدل الحياة وتذوق الغدر، غدر الزمان، غدر الأشخاص، ومن كان في الأمس يقول أنك البطل الذي تحكي عنه الأساطير وروايات الحب، إلى وحش منبوذ يجب أن يحيا فوق برج عالي منفصل عن الواقع.

وبعد تلك الرسالة سيتوقف الوقت وسيتحول العالم الذي كانت تملؤه الأضواء إلى ظلام وأصوات صفير لا تنتهي، وسيتبادر في ذهنك تساؤلات عن ذاتك مرة أخرى،

ولكن تلك المرة بإجابات مختلفة، فأنت قد تحولت بين ليلة وضحاها إلى منبوذ في بلاد الجمال والحب.

قد تحولت إلى فنار الهزيمة وميناء الذكريات المؤلمة،

قد فقدت الشخص الوحيد في هذا العالم الذي كان بإمكانه أن يحبك كما أنت.

وما كان في الأمس من تساؤلات عن أن كنت تستحق الحياة أو لا تستحقها، قد تحول اليوم إلى إجابة لا شك فيها، بأنك لا تستحق أي شيء إلا مجرد الاستمتاع بالظلام والتعود على ليالي القمر حينما يكون محاق،

والغريب بعد عودتك مرة أخرى إلى الظلام، لن تستطيع كره هذا الشخص أبدًا، مهما حاولت، سيظل الحب بينك وبينه باقيًا، مهما مرت الأيام وتبدلت الأشخاص،

وتتذكر أنه الوحيد الذي كان يومًا من الأيام بوابة للحظة شعرت فيها بأنك تملك الكون بأكمله.

وستظل أنت المحرك لحياتي بالخير والشر..

ستظل أنت من تسبقني إليه الكلمات حتى تخطو عنك الشعر والحكايات.

ومهما مرت الأيام وأصابني الزمن خيراً أو شرا سأعود إليك لأحكي لك وأنت لا تمل أبدا مني.

ستظل أنت البدر والهلال أنت القمر وأنا المحاق وكان ما كان حتى ينتصر الخير على الظلام فهذا هو العدل حتى لو كان قلبي هو الثمن.

Visits: 33

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة