مقالات

استحضار لروح الحب.. أشياء مهمة تحت مسماه والنتيجة واحدة

بقلم 🖊️  دينا حسن محمود

الحب معناه الواضح هو مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابية والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير يمكن أن يتشكل الحب من خلالها في سمات أخلاقية أو عادات يومية، يشير فى طياته إلى الإنجذاب القوي والتعلق.

أما عندنا نحن البشر فقد تقف الحياة عند مسمى الحب وقد يختلف الواقع، وتنعزل الأشياء وتفقد قيمتها.

قد يفقد الإنسان شئ طيب في نفسه، وقد يكتسب جزء جديد مختلف في ذاته.

يرفعنا محلقين فى سماء عالية تارة، ويهبط بنا فى أرض بور تارة أخرى يكتمل به التوازن ويختل، وتبني به حضارات الأمم.

أخذنا العديد من الشعراء والروائيين والفنانين والفلاسفة إلى ساحة الحب وتم استحضار روح الحب كلا حسب رؤيته وتصوره ومنظوره وبيئة المنشأ.

الشاعر نزار قباني لقب “بشاعر النساء” جسد لنا الحب وبلوره في كيان المرأة على هيئة انشودة شعرية وجمل إبداعية فقال؛-

من يحبك حقا يقرؤك وقت صمتك يرى طيبتك وقت عصبيتك يشعر بحنانك وقت قسوتك يرى حزنك قبل ابتسامتك ويتحملك وأنت في أسوأ حالاتك.

اتحدى من إلى عينيك يا سيدتي قد سبقوني يحملون الشمس في راحتهم وعقود الياسمين، أتحدى كل من عاشرتهم من مجانين ومفقودين في بحر الحنين أن يحبوك بأسلوبي وطيبتي وجنوني.

أني عشقتك واتخذت قراري فلمن أقدم يا ترى أعذاري لا سلطة في الحب تعلو سلطتي الرأي رأيي والخيار خياري.

وعلى طرف آخر نجد من جسد الحب في فلسفة خاصة وهو جلال الدين الرومي الذي لقب “بسلطان العارفين” فقال؛-

للمرأة حضور خفي لا يراه ويهتدي به إلا رجل متفتح عارف فهناك نوع آخر من الرجال ليت هؤلاء يقيمون أنفسهم أولا ليتهم يعرفون المحبة والتفهم هي ما تجعلنا بشرا، فربما كانت المرأة نورا من نور الله ربما كانت خلاقة وليست مخلوقة ربما هي ليست الشكل الأنثوي الناعم الذي نراه.

مهمتك هي عدم السعي وراء الحب، بل أن تسعى وتجد كل الحواجز التي كانت قد بنيت بينك وبينه.

قلت للحب لن أموت حتى أعرفك، قال الحب من يعرفني لا يموت.

أما الروائي الكبير( إحسان عبد القدوس ) فقال في ذات الحب

قال لي: إنك تؤمن بالحب لأنك إنسان مرفة.. سعيد.
قلت: بالعكس .. لقد أمنت بالحب خلال معركة طويلة مع الشقاء.. وكان على اختيار أقوى الأسلحة لأخوض به المعركة.. وكان أقوى سلاح هو الحب.. لقد انتصرت به على الحقد، والكراهية، والجشع، والأنانية في نفس الوقت.. وفي نفوس الآخرين.

بين كل حبيبين.. هناك دائماً طرفة يحب.. والطرف الآخر يتلقى الحب.. هذه حقيقة مُرة، نحس بها ولكننا نتجاهلها.. ولكن .. أحياناً وفي حالات نادرة يوجد حبيبان.. كل منهما يتلقى الحب.. وهذا هو (الحب الخالد).

أن حب النفس لا يعني دائما الأنانية ولا يعني الإنعزالية إنك لن تستطيع أن تحب الناس إلا إذا أحببت نفسك أولأ.

وفي حب الوطن والعروبة طل علينا شاعر الجرح الفلسطيني ( محمود درويش) وقال ؛-

سجِّل.. أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ.. فهلْ تغضبْ.. سجِّلْ.. أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب.

ليس وطني دائما على حق ولكني لا أستطيع أن أمارس حقاً حقيقياً إلا في وطني.

لا بأس من أن يكون ماضينا أفضل من حاضرنا، و لكن الشقاء الكامل أن يكون حاضرُنا أفضل من غدنا. يا لهاويتنا كم هي واسعة.

و سأحيا كما تشتهي لغتي أن أكون.. سأحيا بقوة هذا التحدي.

وإذا كان لنا وطن.. فأول موطن نحيا به هو الام وخصها الشاعر الكبير (محمود درويش) عندما قال؛-

أحنّ إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة يوماً على صدرك وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمي خذيني إذا عدت يوماُ وشاحا لهدبك وغطّي عظامي بعشب تعمّد من طهر كعبك..
وشدي وثاقي.. بخصلة شعر بخيط يلوّح في ذيل ثوبك.. عساي أصير إلها إلها أصير.. إذا ما لمست قرارة قلبك ضعيني..
إذا ما رجعت وقوداً بتنور نارك.. وحبل غسيل على سطح دارك لأني فقدت الوقوف بدون صلاة نهارك هرمت، فردّي نجوم الطفولة حتى أشارك صغار العصافير درب الرجوع.. لعشّ انتظارك.

وهنا نسأل أنفسنا ما هو المجتمع ؟!

الإجابة هو المرأة والأم هو الرؤيا والرائي والوطن وليس هناك أجمل مما قال الأستاذ ( الفنان الكبير فؤاد المهندس )
في البرنامج الاذاعي الشهير “كلمتين وبس” عن أهمية الحب والأمل في مواجهة الصعوبات والعوائق مهما كانت الأمور مستحيلة ومهما كانت ضغوط المجتمع.

“العلم من غير حب يبقى استغلال وتجارة ودمار.. الدين من غير حب يبقى شكل وقشرة ومظهر.. القوة من غير حب تبقى قسوة وظلم.. الجواز يبقى روتين وملل.. العمل من غير حب يبقى كروتة ولكلكة.. في الحب كل شئ بيتلون.. بيبقى له معنى.. بيبقى مفيش يأس.. مفيش مستحيل.. مفيش عوائق.. ومهما كان في عوائق بيبقى الأمل موجود.. وجود الأمل أهم من وجود الحياة.

إذا الامل، الطموح، السعي في التغير، سعادة الذات والآخرين،.. تبقى في استحضار روح الحب.

Visits: 16

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة