مقالات

خربشات… “مشرد ينزف حتى الموت مشهد للفرجة مش للمساعدة”

بقلم ✍️ يوسف ياسر

خيط من دماء ينسل على قدم أحد المجذوبين في شارع لا تعرف من أين مصدره.

خيط ينتقل معه حينما يتحرك وهو يتألم ويطرد من تلك صيدلية وتلك المستشفى لكي يترك خلفه بركة من دماء.

صوت أنين متقطع يخرج من تلك الروح المعذبة في الأرض لكي تعزف لحنا موسيقيا.

لحن يمكنه أن يسحرك ويحول العالم إلى راقصة هادئة حزينة.

لحن يجعلك تعيد صياغة مفهوم الحياة والرحمة عند البشر.

لحن يجعلك تري القدر وهو يفتك بجسد مهترئ وعقل مهاجر وقلب مفطور تائه في بلاد لا تعرف الرحمة في عصر الفقر أصبح مطبقا علي أغلب الشعب.

فكيف يكون علي المشردين والمجذوبين في دائرة الشارع تلك الدائرة القاسية التي يحكمها قانون الغابة.

وهل حق قلوب البشر تحولت إلى حجر؟ هل اختفت الرحمة؟

الحياة هي ساحة معركة قاسية لا ترحم مصابا أو ضعيفا فيها فهذا المجذوب قد أصاب عقله المرض فكُتب عليه التيه في الأرض ومن بعدها لم يكتف الدهر بهذا بل كتب عليه العذاب كل يوم.

كل يوم سيجوع وسيمرض وسيظلم وسيعامل أقل من الحيوانات الضالة في الشوارع.

ويمكننا تجاوز كل ما سبق بشكل ما ولكن ما لا يمكن تجاوزه.

هل في المرض هل سيترك هكذا؟ هل سيظل خيط الدم ينسل حتى آخر نقطة دماء في جسده؟

هل تلك الروح لا زلت تشعر كما نشعر؟ أم مخزون المشاعر وألم قد انتهى من قلبها كما انتهيت رحمة من قلوب بشر.

Visits: 4

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة