فن

مسلسل “بالطو” بين نقد شديد اللهجة للقطاع الصحي والعنصرية تجاه سكان الريف

بقلم: يوسف ياسر

حقق مسلسل “بالطو” نجاحا كبيرا بعد عرض أول حلقتين منه علي منصة watch it، ومن المقرر عرض حلقتين منه يوم أربع من كل أسبوع.

تدور الاحداث حول ما يعرف بالكوميديا السوداء وتجريد الواقع المأساوي في مشاهد لا تتعدى الدقائق، تدفع المشاهد للضحك ولكنه في الحقيقة يجب أن يستاء.

مسلسل “بالطو” مقتبس من كتاب “بالطو وفانله وتاب”، وتدور أحداثه حول عاطف كمال (عصام عمر) طبيب حديث التخرج تم تكليفه بالعمل في وحدة صحيه بمنطقة ريفية في كفر الشيخ.

وقد نالت الحلقتين الأولى منه اعجاب الجماهير بالأوجه الشابة بمسانده نجوم كبيرة ومنهم محمد لطفي وخالد الصاوي.

ولكن ما جذب المشاهدين اكثر هو ارتباط المسلسل بشيء داخلنا، ببعض الاحداث والمشاهد التي تتوالى على حياتنا وتشكل عقلنا الباطن وتشكل الذاكرة المظلمة لدينا والاحلام المتحطمة ومشاهد العجز من خلال اسقاطات اجتماعية تعبر عن فلسفة مجتمعنا.

يبدا المسلسل بعرض كيف ارغم والد عاطف ابنه للدخول لكليه الطب واصراره الشديد على ان يصبح طبيب، ولم يكتفي بهذا فقط بل يريده ان ينافس اعلام تلك المهنة مثل مجدي يعقوب وابن سينا.

فيمثل عاطف جميعنا عندما كنا أطفال، اطفال بأرواح حرة تريد رسم مستقبل خيالي، تحاول تقليد الابطال الخارقين مثل الرجل الوطواط، وتمر سنوات حياتهم وهم يريدون البحث عن الذات، البحث عن الاحلام الاقرب للقلب، لا الاقرب للأعراف وسط مجتمع يقدس الالقاب والتباهي علي الآخرين علي حساب شخصه وأحلامه الحقيقية.

هكذا كانت بداية طفل مشوه الداخل لكي يخرج للعالم أكثر تشوها.

وبعد تخرج عاطف ذهب لاستلام عمله ليفاجئ إنه كلف للعمل في وحدة صحية في كفر الشيخ ويجب أن يبقي فيه ما لا يقل عن عامين، واسرع بتقديم تظلم لكي يتم نقله الي القاهرة بداعي إنه الابن الوحيد لوالديه.

واثناء تقديم التظلم في مصلحة حكومية تابعة لوزارة الصحة يظهر الروتين الحكومي وسياسة رئيس جمهورية منصبه مهما كان بسيط، ويظهر الجانب السلبي لبعض الموظفين في المصالح الحكومية من خلال رحلة عاطف لحصوله علي التظلم.

ويظهر عجز القوانين عن تقديم الخدمات للمواطنين بل هي تقدم الخدمات لروتين الأوراق، حيث يجب أن يذهب عاطف الي مكان تكليفه في كفر الشيخ لكي يحصل علي موافقة الطبيب المدير على نقله الى القاهرة.

وبعدها يذهب عاطف لكي يحصل علي تلك الموافقة.

وهنا يتعمق المسلسل أكثر في فلسفة الشعب المصري ورؤيته لسكان الاقليم الارياف علي إنهم سكان عالم آخر موازي يتم النظر إليهم علي إنهم اقل من سكان القاهرة والإسكندرية والمحافظات الاكثر حداثة ولا يستحقون حتي الرعاية الطبية.

ومجرد السفر إليهم هو نوع من أنواع التنازل أو مجرد فرصة لرؤية نوع من الكائنات تشبه البشر ولكنهم اقل منه في التدرج الهرم لمفهوم الإنسان.

يتم النظر فيه علي إنهم خليط بين الأزياء الشعبية والجهل والمعلومات المغلوط والسذاجة وهذا لا يمثل أبدا الريف المصري.

يصل عاطف للوحدة، وقبل إن يحصل علي توقيع الطبيب المدير يمنعه القدر من ذلك ويموت الطبيب بحادث سقوط مروحة في مكتبه، ليجد عاطف نفسه المدير.

ولكنه يقرر الهروب الي القاهرة محمل بالفشل امام والده.

وقبل إن يصارح والده بما حدث يفاجأ بحضور قوة للقبض عليه بتهمة الهروب من عمله ومجموعة من الاتهامات الخطير وهو فقط لازال يشاهد الكرتون..

يعود عاطف مرة أخري الي الوحدة الصحية خوفا من الاتهامات والمسألة القانونية.

سنلاحظ بعد بدء أداء دوره في العمل، كيف يتهاون العاملين في قطاع الصحة مع المريض؟، كيف يتحول في نظرهم من شخص يتألم يجب مساعدته الي شيء اعتيادي يمكن إهماله من خلال التهاون في العمل واستغلال أي فرصة للهروب من أداء الوظيفة مثل مدير وحدة شاب لا يهمه الأمر بأكمله.

ومن خلال تلك الاحداث سينطلق مسلسل “بالطو” خلال عشر حلقات بحثا عن مفهوم نظرة القطاع الصحي للمريض.

Visits: 10

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مساحة إعلانية

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

بنعتذر عن المضايقة، لكنك بتستخدم إضافة adblock اللي بتمنعك من تصفح الموقع في الوقت الحالي، برجاء اغلاقها واعادة المحاولة