شيرين علاء تكتب / العاطفة تسيطر على العقل و المجتمع يضم وحوش بشرية 

 

سيطرت على قلوب المواطنين حالة من التعاطف الشديد، مع قاتل فتاة المنصورة ” نيرة أشرف” ، فقد قام زميل لها بذبحها في الصباح الباكر من يوم امتحانها، من دون رأفة أو شفقة.

ولكن نحن مجتمع بطبيعته الرأفة و التعاطف مع الآخرين، وفي بعض الأحيان لا يكن الحكم مستحب بالعاطفة أو المشاعر، وهنا وضعنا العديد من التساؤلات منها:

محمد شاب متفوق لكنه قتل

محمد شاب يتيم لكنه قتل

محمد شاب وحيد لكنه قتل

فهل الحكم يكون بالعاطفة …

*موقف من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن المرأة

“إن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله ﷺ؟ فقالوا: من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِبُّ رسول الله ﷺ؟، فكلمه أسامة، فقال رسول الله ﷺ: أتشفع في حد من حدود الله؟، ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يداها ).

*نص صريح من القرآن الكريم ينص على القصاص

إطفاء للنار التي تشتعل في قلب أهل القتيل، قال تعالى ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ).

*في حالة خروج القاتل من الجريمة

فكيف لو خرج القاتل بالعفو ووجده أهل القتيلة أمامهم ينعم بالحياة بعد أن قتل ابنتهم وحرمهم منها، فهل أبوها يتركه أم يترصده؟، وتحدث جريمة أخرى وبعدها يصبح الأب هو القاتل !!، حكم المجتمع بالعاطفة والهوى يؤدي إلى فساده، وكل شاب يحدث معه مشكلة يسهل له القتل ويأتي محاميه يطالب بتعاطف المجتمع معه استناداً لما حدث مع محمد قاتل نيرة.

*شرط دفع الدية لأهل القتيل

حتى دفع الدية لأهل القتيل لم يقرها الشرع إلا في حالة القتل الخطأ وليس العمد.

{ وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٍ أَن یَقۡتُلَ مُؤۡمِنًا إِلَّا خَطَـࣰٔاۚ وَمَن قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَـࣰٔا فَتَحۡرِیرُ رَقَبَةࣲ مُّؤۡمِنَةࣲ وَدِیَةࣱ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِۦۤ إِلَّاۤ أَن یَصَّدَّقُوا۟ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوۡمٍ عَدُوࣲّ لَّكُمۡ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَتَحۡرِیرُ رَقَبَةࣲ مُّؤۡمِنَةࣲۖ وَإِن كَانَ مِن قَوۡمِۭ بَیۡنَكُمۡ وَبَیۡنَهُم مِّیثَـٰقࣱ فَدِیَةࣱ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِۦ وَتَحۡرِیرُ رَقَبَةࣲ مُّؤۡمِنَةࣲۖ فَمَن لَّمۡ یَجِدۡ فَصِیَامُ شَهۡرَیۡنِ مُتَتَابِعَیۡنِ تَوۡبَةࣰ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا (٩٢) وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِیمࣰا (٩٣) }.

فالمجتمع الذي تحركه العاطفة فقط مجتمع سريع الانهيار ودائما ما تضيع فيه كل الحقوق.

Views: 0